سباق محموم للظفر بالمقاعد الفارغة بجهة البيضاء...حرب استقطاب بين أحزاب التحالف الحكومي
أشعلت حملة العزل التي تشنها الداخلية بين صفوف رؤساء جماعات ونوابهم بجهة البيضاء سطات حرب استقطاب بين تنسيقيات الأحرار و»البام” والاستقلال في سباق محموم للظفر بالمقاعد الفارغة، ما فتح الباب أمام مرشحين من خارج التحالف الثلاثي المهدد بانفراط عقده في أقاليم الجهة المذكورة، كما هو الحال بالنسبة إلى مرشح الاتحاد الدستوري لرئاسة جماعة دار بوعزة التابعة لتراب إقليم النواصر.
وعلمت «الصباح» أن الأحزاب الثلاثة استبقت إعلان الداخلية عن موعد عقد دورات استثنائية لانتخاب رؤساء جدد لجماعات العزل بناء على المقتضيات المنصوص عليها في الظهير الشريف رقم 1.15.85 الصادر في 20 رمضان 1436 (07 يوليوز 2015)، بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 14.113 المتعلق بالجماعات، وشرعت في عقد لقاءات ينتظر أن تغير خارطة التحالفات في الجماعات المعنية. ولم تستبعد مصادر «الصباح» أن تصل ملفات المعزولين إلى محاكم جرائم الأموال، بالنظر إلى أن الدعوى الاستعجالية المقدمة أشارت إلى وجود اختلالات مالية خطيرة في تدبير المداخيل والموارد بالجماعات الترابية وتضارب المصالح، إضافة إلى ما تضمنته تقارير المفتشية العامة للداخلية من خروقات في تسيير ميزانيات الجماعات، والتي كانت موضوع عدد من المراسلات الصادرة عن الإدارة المركزية. وعللت المحكمة الإدارية للبيضاء قرارات العزل باختلالات مرصودة من قبل سلطات الوصاية وكذا بما أشارت إليه تقارير مفتشية الداخلية، خاصة في ما يتعلق بمنح رخص بناء غير قانونية.
وكشفت مصادر «الصباح» أن ملفات أخرى مازالت مطروحة أمام المحاكم الإدارية، ترتكز على أساس المقتضيات القانونية الجديدة التي تفرض اعتماد الأساليب الفعالة للتدبير، بدءا من تحديد المهام، ووضع دلائل للمساطر، وتبني التدبير حسب الأهداف، والبرمجة متعددة السنوات، ووضع منظومة لتتبع المشاريع والبرامج، إذ لم يلتزم الرؤساء المعنيون بإعداد قوائم محاسبية ومالية تتعلق بالتسيير والوضعية المالية لمجلس الجماعة والهيآت التي تسير مرفقا عموميا تابعا لها. وتستند الدعاوى المذكورة على مقتضيات قانونية تلزم الدولة بمواكبة الجماعات على مسار الحكامة الجيدة وفي تدبير شؤونها وممارسة الاختصاصات الموكولة إليها، بتحديد الآليات الكفيلة بتمكين المنتخبين من دعم قدراتهم التدبيرية، ووضع أدوات تسمح للجماعة بتبني أنظمة التدبير العصري، سيما مؤشرات التتبع والإنجاز والأداء وأنظمة المعلومات، مقابل الخضوع للتقييم الداخلي والخارجي المنتظم.
عن يومية الصباح
