أمر الملك محمد السادس، بالتكفل الفوري بالأطفال اليتامى الذين فقدوا أسرهم وأضحوا بدون موارد بسبب زلزال الحوز، وذلك عقب الاجتماع الذي ترأسه يوم 14 شتنبر 2023 بالقصر الملكي بالرباط، وخصص لتفعيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضررا، والذي كان موضوع تعليمات ملكية خلال جلسة العمل التي ترأسها جلالة الملك يوم 9 شتنبر 2023.
وفي هذا الإطار أعطى الملك أوامره بإحصاء هؤلاء الأطفال ومنحهم صفة مكفولي الأمة.
وفي معرض رده عن سؤال لـ"بلبريس"، أكد خالد الشيات، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة محمد الأول بوجدة، أن قضية يتامى الزلزال موضوع يحظى بالأولوية وبالأهمية البالغة، حسب ما جاء في نص بلاغ الديوان الملكي، الذي أفاد أن جلالة الملك "أعطى أوامره للحكومة من أجل اعتماد مسطرة المصادقة على مشروع القانون اللازم لهذا الغرض، وذلك في أقرب الآجال"، بهدف "انتشالهم من هذه المحنة وحمايتهم من جميع المخاطر وجميع أشكال الهشاشة التي قد يتعرضون لها للأسف بعد هذه الكارثة الطبيعية".
وأوضح المتحدث، أن هذا التكفل هو تكفل استثنائي لأنه يرتبط بحالة إنسانية، والتي وقعت إثر الزلزال الذي ضرب مناطق الحوز بالمغرب، مبرزا أن إدراجهم في إطار مكفولي الأمة هو قرار ملكي، على اعتبار أن مكفولي الأمة هم الأشخاص الذين قدموا أرواحهم في أعمال السلم او في خدمة الوطن، كما هو الحال لبعض أبناء الجنود الشهداء أو الأشخاص الذين قدموا خدمات جليلة وأرواحهم في سبيل الوطن.
وذكر أن ظهير 1999 يحدد من هم مكفولي الأمة وجوانب الاستفادة من هذه الكفالة، والمحددة أيضا في بعض الجوانب الإدارية والامتيازات ذات الطبيعة النفعية في التنقل والاستفادة من مرافق الدولة، خاصة المرافق الصحية والعمل في القطاع العمومي حيث يتم الإعلان عن تخصيص جزء منها لملئ الخصاص لمكفولي الأمة.
وأردف موضحا أن هذه الامتيازات تنطبق اليوم على حالة يتامى الزلزال، والذين سيدرجون في هذه الفئة من مكفولي الأمة، التي انضافت إليهم صفة يتامى الزلزال وهي خاصية جديدة أضيفت للخاصيات القديمة، باعتبار أن ضحايا الزلزال هم أيضا شهداء يمكن تصنيفهم ضمن من قدموا خدمات للوطن.