زخم المساعدات يؤدي إلى اختناق مروري في طرق إقليم الحوز والتنسيق الضعيف يعيق وصول المساعدات للمناطق المنكوبة
تتعطَّل الطرق المؤدية إلى دواوير إقليم الحوز والمسالك الجبلية القريبة من الدواوير المنهارة بسبب تدفق غير مسبوق للمركبات، حيث تضج الشوارع بآلاف السيارات الخاصة والشاحنات وعربات نقل البضائع من جميع أنحاء المغرب الأربع لنقل المساعدات والتبرعات للسكان المتضررين من الزلزال المدمر.
وقد تحوَّلت المنطقة إلى محج لآلاف المواطنين وممثلي المجتمع المدني، إلى جانب العديد من وسائل النقل العمومية والخاصة المحملة بالمواد الغذائية والأفرشة والخيام ومواد التنظيف والأدوية واللوازم الطبية التي وصلت إلى الجماعات والدواوير المتضررة في وقت واحد، أو حاولت الوصول إليها، دون أن تتمكن من ذلك.
وازدحمت الطرقات والمسالك والممرات الناجية من الزلزال المدمر من كل الاتجاهات، مما أجبر السائقين على التوقف في طوابير طويلة لعدة ساعات، وذلك بناءً على توجيهات من عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة، إلى حين التوصل بمعلومات دقيقة حول إمكانية المرور، دون تعريض قوافل المساعدات للمخاطر.
نقل الصحفيون والمراسلون المبعوثون إلى المناطق المنكوبة صورًا ومشاهد للازدحام المروري الكبير في عدد من المقاطع، مؤكدين أن الطرق والمسالك الموجودة لا تستوعب هذا العدد الهائل من الشاحنات ذات الأحجام المختلفة، والسيارات الشخصية، وعربات نقل البضائع، وكانت بعض السيارات الإسعافية أيضًا عالقة في هذا الازدحام، وهي تحمل جرحى في حالات حرجة تحتاج إلى نقلهم إلى المستشفيات الميدانية القريبة أو المستشفى الجهوي بمراكش.
وعلى الرغم من أهمية هذه المبادرات والتضامن الاستثنائي، إلا أن غياب التنسيق والتنظيم الفعَّال أدى إلى تقديم المساعدات بشكل غير مؤثر تمامًا، حيث قد تتوجه المساعدات إلى مناطق معينة فيما لا يزال الناجون في دواوير أخرى تحت الحصار الطبيعي، والموتى يتجاوزون مرحلة التحلل تحت الأنقاض نتيجة صعوبة الوصول إليهم.
وتطوع العديد من المواطنين لنقل المساعدات بأنفسهم إلى بعض المناطق المتضررة، سواء باستخدام سياراتهم الخاصة أو سيارات نقل كبيرة وشاحنات متوسطة حصلوا عليها عن طريق الكراء، وعلى الرغم من حسن النية والتضامن، إلا أن الخيار الفردي في إيصال التبرعات أدى إلى تزايد الاكتظاظ المروري في الطرق والمسالك المؤدية إلى الدواوير المتضررة، مما أثر سلبًا على قدرة فرق الإنقاذ والإغاثة على الوصول إلى المناطق المنكوبة وتقديم المساعدة بشكل فعَّال."