خوفا من احتجاجات شعبية عنيفة.. الداخلية تحذر الوكالة الحضرية من هدم خمسة أحياء بالرباط

أفادت صحيفة “الصباح” أن وزارة الداخلية أصدرت تقارير تحذر فيها من مغبة هدم خمسة أحياء في مقاطعة اليوسفية بالعاصمة الرباط، والتي تشمل الأحياء التالية: الفرح (دوار الحاجة سابقا)، وأبي رقراق (دوار الدوم سابقا)، والرشاد (دوار المعاضيد سابقا)، والمودة والانبعاث. وتتمثل المخاوف في أن تؤدي عملية هدم هذه الأحياء وترحيل سكانها إلى منطقة الرماني إلى احتجاجات شعبية عنيفة.

ووفقًا للمصادر، فإن المواطنين في هذه الأحياء رفضوا بشدة فكرة هدم منازلهم بشكل عشوائي ونقلهم خارج الرباط، وقد قام ما يزيد عن 100 ألف شخص  بالاحتجاج على هذه الخطة.

قد أبلغت السلطات الوكالة الحضرية والمنتخبين في مقاطعة اليوسفية بمخاوفها من تصاعد الاحتجاجات وطلبت تنسيق الجهود لتفادي تصاعد الأمور وتجنب الاندلاع في أعمال عنف.

وفيما يبدو، تشير مصادر محلية إلى أن السلطات تعتزم هدم العديد من المنازل والمباني في هذه الأحياء وترحيل السكان إلى منازل جديدة في منطقة الرماني. وتهدف هذه الخطة إلى تحسين الهيكلة العمرانية في الرباط وتوفير مرافق عامة أفضل.

واتهم إبراهيم الجماني، رئيس مقاطعة اليوسفية بالرباط، من وصفهم بسماسرة العقار، بترويج هدم 5 أحياء بمقاطعة اليوسفية بالرباط. وأكد الجماني، في اجتماع مجلس مقاطعة اليوسفية، أمس (الخميس)، أن تصميم التهيئة الجديد للرباط لا يهدف إلى تهديم المنازل وترحيل السكان، رغم وجود بعض المشاكل التي يعالجها مجلس اليوسفية، مضيفا أن سماسرة العقار سعوا إلى إحداث الفتنة وسط المواطنين لربح الأموال من وراء ذلك.

وقال المتحدث نفسه إن أي تغيير سيحدث في مقاطعة اليوسفية لا بد أن يتم في إطار مقاربة تشاركية بين السلطات، والمنتخبين، والوكالة الحضرية، وجمعيات المجتمع المدني، عبر مناقشة الآراء والمقترحات القابلة للتنفيذ، داعيا المنتخبين إلى الابتعاد عن ترديد الأقاويل المتعلقة بعملية الهدم.

ومن جهتها، قالت ممثلة الوكالة الحضرية إن تصميم التهيئة الجديد للرباط، لا يهدف إلى هدم منازل مقاطعة اليوسفية، التي تشهد أكبر كثافة سكانية، وتتطلب إعادة الهيكلة بتوفير المرافق العمومية وبعض التجهيزات، داعية المنتخبين إلى إبداء رأيهم في التصميم الجديد كي تبت فيه لجنة مركزية تابعة لوزارة الإسكان وإعداد التراب الوطني والتعمير وسياسة المدينة.

واشتكت ممثلة الوكالة الحضرية قلة العقار في الرباط، ما أدى إلى عرقلة عملية التوسع العمراني أفقيا، وقالت بهذا الخصوص «لا توجد في الرباط أراض فارغة، والعاصمة محاطة بالغابة وبالحزام الأخضر، لا يمكن المساس بها، وأنه لولا استقطاب تمارة وسلا للسكان، لاستفحل الأمر».

ومع ذلك، فإن المواطنين يشعرون بالقلق بشأن مصيرهم ويعارضون هذا القرار، كما تجدر الإشارة إلى أن هناك اعتراضات على نطاق واسع فيما يتعلق بخطط إعادة الهيكلة العمرانية في المدن الكبرى في المغرب، حيث يتضمن هذا التحديث هدم المباني القديمة وإعادة بناء مبانٍ جديدة.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *