أكدت مصادر من داخل الاستقلال أن الحزب قد تعافى نهائيا من بعض الخلافات والصراعات التي برزت مؤخرا داخل الحزب، وجعلته يمر من مرحلة جمود صعبة.
ويعود الفضل في ذلك الى كل قيادات الحزب التي لجأت للمنطق وللحكمة، في مقدمتها الأمين العام للحزب نزار بركة وتيار الصحراء بقيادة ولد الرشيد وميارة وكل أعضاء اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني الذين رأوا أن
الظروف التي يمر منها المغرب أولا، والحزب ثانيا وهي ظروف دقيقة وصعبة وطنيا وإقليميا وقاريا ودوليا، ظروف لا تقبل أن يكون حزب علال الفاسي خارج دائرة مواجهة هذه الظروف الاستثنائية التي يمر منها المغرب .
وحسب نفس المصادر، فكل أجهزة وهياكل حزب علال الفاسي اتفقت على تحديد معالم خارطة طريقة جديدة لتنظيم المؤتمر الوطني المرتقب في جو من التوافقات والتضامن والاقتناع بأن الذي يجب أن يكون الفائز فيه
ليس هم الأشخاص أي نزار بركة أو ميارة أو ولد الرشيد ولكن الحزب- المؤسسة.
وحسب نفس المصادر ، فالتوصل لهذا التوافق بين صقور الحزب لم يأت من فراغ ، بل كان نتيجة عمل ممنهج اشتغل عليه نزار بركة لمدة طويلة – بصمت- وجال أقاليم وجهات المملكة وعقد بها عدة تجمعات.واعتماد
ميارة – أيضا- لمنهج الحكمة و والتعقل، والتصريح علانية بان نزار بركة هو الأمين العام للحزب – ولو أراد للمرة الثالثة- وبانه ليس هناك أي منافسة على أمانة الحزب، بل هناك اجماع واقتناع وتوافق الكل حول ولاية ثانية
لنزار بركة، الموقف الواضح والمسؤول لميارة من الولاية الثانية لنزار بركة أزال الكثير من التأويلات، وأوقف الكثير من ترويج المغالطات حول التصدعات والخلافات داخل حزب علال الفاسي.
وصرحت نفس المصادر لبلبريس بأن نزار ميارة وولد الرشيد ونزار بركة قد عقدوا اجتماعات لطي كل نقط الخلاف والتوجه نحو المؤتمر موحدين ومتفقين لجعله مؤتمرا من سيفوز فيه هو الديمقراطية والحزب، وبأن قضية
الإستوزار داخل الحزب في حالة حدوث تعديل حكومي ستخضع لمعايير صارمة لتجاوز اختلالات اختيار وزراء حكومة عزيز اخنوش التي اعتبرها البعض استهدافا للحزب ولإضعافه.
لكن المهم تشير مصادر بلبريس أن قيادات الحزب وصقوره تجاوزوا بعض الخلافات الشكلية، وركزوا على التحديات التنظيمية لإخراج الحزب من وضعيته غير القانونية الحالية ، وعقد المؤتمر المرتقب وفق التعديلات التي
مست النظام الأساسي للحزب .
وخلافا لما يروج، ينتظر عقد اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب قريبا لتحديد تاريخ المؤتمر، وأكيد أن ميارة سيستغل مناسبة احتفالات عيد الشغل لتنظيم تجمعات كبرى بحضور نزار بركة لتمرير رسائل لمن يهمهم الأمر،
مفادها أن صفحة الخلافات قد طويت بين ميارة وبين ولد الرشيد وبين نزار بركة، وبأن هذه الخلافات أصبحت من الماضي، وبأنهم ذاهبون نحو المستقبل بخطي ثابتة لإرجاع الهيبة لحزب علال الفاسي في سياق فقدت
فيه جل الأحزاب المغربية عذريتها وهيبتها واصبحت كلها تتسابق للانبطاح المجاني، وتخلت فيه عن أدوارها الدستورية وتركت الشارع بلا تأطير مما أصبح يهدد السلم والامن الاجتماعيين اللذان ينعم بهما المغرب - رغم
صعوبة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية- تحت قيادة الملك محمد السادس التي يستحق ان تطلق عليه نظرية الرجل العظيم التي هي أحد أهم نظريات القيادة، والتي تتبنى المفهوم القائل بأن القادة يولدون ببعض
السمات المميزة عن غيرهم، والتي تؤهلهم لكي يكونوا قادة عظام حسب الفيلسوف "توماس كارليل" صاحب نظرية الرجل العظيم.