المغاربة يفضلون “الكاش” على المعاملات الإلكترونية..تداولوا 354 مليار درهم في2022

أفادت بيانات لبنك المغرب بأن استخدام المغاربة  لـ”الكاش” بلغ مستويات قياسية خلال العام الماضي، مشيرة إلى أن حجم النقود المتداولة خلال العام الماضي بلغ 354.8 مليار درهم، بنسبة نمو تناهز 10.8% على أساس سنوي.

يأتي هذا الارتفاع في وقت تسعى فيه السلطات الحكومية إلى تشجيع المعاملات المالية إلكترونياً.

وفي يناير الماضي، أوضح نائب مدير العمليات النقدية والصرف، يونس عصامي، خلال مؤتمر صحفي نظمه بنك المغرب أن هناك 3 أسباب تظهر ارتفاع تداول النقود من قبل المغاربة، وهي ارتفاع الأسعار، وقفزة تحويلات المغتربين، ونمو الإيرادات السياحية.

وبحسب مركز “التجاري” للأبحاث، التابع لمجموعة “التجاري وفا بنك”، فإن هذا المستوى هو الأعلى على الإطلاق، ويمثل نحو 30% من الناتج المحلي الإجمالي.

صحيفة “الشرق” المتخصصة في الشأن الاقتصادي، قالت إن ارتفاع النقد المتداول يخلق ضغوطاً كبيرة على البنوك ويزيد حاجتها من السيولة التي بلغت العام الماضي نحو 90 مليار درهم، وهو ما يؤثر في قدرة القطاع على تمويل الاقتصاد بصفة عامة.

الخبير الاقتصادي محمد شيكر يرى في تصريح أوردته الصحيفة ذاتها أن تفضيل المغاربة للتعامل بالنقد يفسر بعدة عوامل، منها كون التعامل مع البنوك يشترط أن يكون لدى الفرد دخل شهري ثابت، وهو ما ليس متاحاً للجميع، إضافة إلى أن ارتفاع مستوى الأمية يحول دون لجوء فئة كبيرة إلى فتح حساب بنكي.

وأشار شيكر إلى أن تفضيل نسبة كبيرة من المغاربة التعامل نقداً يعود أيضاً إلى ضعف ثقة المواطن بالدولة، خصوصاً إدارة الجبايات، ناهيك بعامل آخر له أهمية كبرى وهو حجم القطاع غير الرسمي، إذ تؤدى فيه الأجور نقداً وليس عن طريق التحويل البنكي.

وكان حجم النقد المتداول في نهاية 2019 قد بلغ 250 مليار درهم، وقفز بـ50 مليار درهم عام 2020 الذي شهد جائحة كورونا. فُسِّر هذا الارتفاع الكبير آنذاك بالمساعدات المالية التي حوّلتها الدولة للفئات الهشة ولجوء المواطنين إلى التبضع بشكل أكبر من المعتاد خلال فترة الحجر الصحي.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.