كشفت دراسة أجرتها مؤسسة “منصات” للأبحاث والدراسات الاجتماعية، أن أكثر من نصف المغاربة المستجوبين يشعرون بالهوية الدينية الإسلامية لديهم أكثر من شعورهم بالهوية الوطنية.
وبلغة الأرقام سجلت الدراسة أن حوالي 50.1% من المغاربة المستجوبين يتعرفون على أنفسهم “هوياتيا” كمسلمين أولا، في حين لا يتعرف إلا 23.6% منهم على أنفسهم كمغاربة أولا.
الدراسة اعتبرت أنه وحتى عند إدخال عدد من المتغيرات السوسيولوجية ( الجنس، السن، المجال، المستوى الدراسي..)، فإن النسب الناتجة عن ذلك لا تنحرف بشكل كبير عن نسب العينة ككل، مشيرة إلى أن مسألة الهوية الدينية هي عابرة للسياقات والشروط الاجتماعية في عينتنا.
وعندما مزجت في سؤال واحد بين البعد الديني والبعد المواطناتي la citoyenneté، من خلال التساؤل عن حق مواطن مغربي، في أن يتهم أو يحكم على مواطن مغربي آخر بالكفر أو الإلحاد مثلا، رصدت الدراسة أن 72.6% من المستجوبين يرفضون ذلك، ولم يوافق بشكل صريح على ذلك إلا نسبة 4.7%، في حين لم يعبر 22.9% منهم عن موقف محدد.
وتبين للدارسين أن 49.6% من هؤلاء يبررون ذلك بكون الدين الإسلامي يمنع ذلك، بمعنى أنه حتى التعايش على أساس المواطنة، ينبغي البحث له عن تبرير ديني. هذا وجاء التبرير على أساس المواطنة بشكل واضح وصريح عند 20.8% فقط منهم. أما التبريرات الفضفاضة غير الدقيقة فوجدت عند حوالي 30% من قبيل الانتماء للإنسانية، وضرورة التسامح بين البشر.
وتدل هذه المعطيات على دور الدين وتعاليمه في حياة أغلبية المغاربة المبحوثين، ليس فقط في تشكيل هويتهم، بل في توجيه تمثلاتهم ومواقفهم وإلى حد ما ممارساتهم. وهو الأمر الذي أثبتته مضامين المقابلات، التي أجريت في إطار الجزء الكيفي من الدراسة، حيث بلغ عدد المستجوبين 1311.