بعد الأحداث الخطيرة التي عقبت مباراة المنتخب الوطني ضد نظيره الجزائري،أصبحت قضية تأمين الوفد الرسمي المغربي الذي سيشارك في القمة العربية المرتقبة في نونبر بالجزائر، محط نقاش من طرف العديد من الباحثين والخبراء المغاربة، خاصة في ظل الحقد الذي يكنه النظام العسكري بالجزائر نحو المغرب، والذي ظهر جليا عبر إطلاق شبيحته على أشبال المنتخب الوطني.
منار اسليمي : أحداث عنف ستعرفها القمة العربية المقبلة بالجزائر
في هذا السياق قال عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، أن الإعتداءات الوحشية والعنف الذي تعرض إليه الفريق الوطني المغربي بالجزائر ،وتدوينة تبون المحرضة والمؤيدة للعنف مؤشرات تدل على الحالة السيكولوجية التي وصل إليها النظام العسكري.
عمر الشرقاوي:ما الضمانة في عدم الإعتداء على وفد ديبلوماسي مغربي؟
وقال عمر الشرقاوي الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي:"نعست بكري فقت الصباح على فيديوهات الاعتداء على المنتخب المغربي للأطفال من طرف بعض من الجمهور الجزائري همجي والهائج، رفس وركل وضرب بلا رحمة لمنتخب يفترض أنه ضيف لدى الدولة الجزائرية وفي حمايتها كما نفعل نحن حينما يحل بنا أي رياضي جزائري. حقا مؤسف ما وقع وعمل شنيع ويتطلب عقوبة رياضية وجنائية والمؤسف أكثر أن الاعتداء وقع تحت تواطئ السلطات ورجال الأمن الجزائريين".
وتابع المتحدث نفسه:"اذا سمحت السلطات الجزائرية لبعض الجمهور الهمجي بالاعتداء على أشبال وأطفال من 15 و16و17 سنة، فما الضمانة في عدم الإعتداء على وفد ديبلوماسي مغربي قد يحضر قمة الجزائر. للأسف أصبحنا أمام دولة غير متزنة يمكن أن تسمح بكل تصرفات البلطجة والهمجية اتجاه أي شخص ولو كان طفلا فقط لأنه يحمل صفة مغربي"
وأضاف الشرقاوي:"بحال البرد تسيفط وفد ديبلوماسي للجزائر يرجع مسلوخ وهذشي الى رجع، نحن أمام دولة أفلست في الأخلاق والقيم وتحولت الى زطاط يعترض طريق من يمر بجواره"
محمد بوزفور:خـاوة خـاوة ..و التشرميل الجزائري ..!!
وقال محمد بوزفور الخبير الأمني، واش هاد شعـار خــاوة خـــاوة مازال عندو شي معنى ..وشي مصداقية ؟ ونحن نشاهد الاستعراض العلني أمام كاميرات العرب والعالم أجمع لكمية التشرميل الجزائري الممنهج الذي مورس بالملعب ضد لاعبينا الصغـار ؟ ماذا لو تمكن المنتخب المغربي من الظفر بكأس العرب ليلة أمس بقلب الجزائـر ؟ تخيلوا ما هو الثمن الفادح الذي كان سيدفعه آنذاك اللاعبون والوفد المغربي بكامله ، خصوصا في غياب غريب لشروط الأمن الضرورية داخل المنشئة الرياضية بمناسبة مواجهة كروية تمتزج فيها الالتحامات الجسدية القوية بالحساسية السياسية المرتفعة ؟ّ؟"ّ
وتابع المتحدث نفسه:"واش كان ضروري نغامرو بأولادنا داخل دولة وبـلـد غير صديق بالمرة بمناسبة حدث رياضي، ونحن نعلم درجـة كراهيتهم لمعطى حضاري اسمه المملكة المغربية ؟؟ ألم تقاطع مختلف منتخباتنـا و أنديتنــا دولة تونس بمناسبة احتضان منافسات رياضية مختلفـة ؟"
واكد بوزفور:"بعد أن تم تحويل حركات الغضب الشعبي اتجاه الدولة العسكرية والتي كانت تتحرك داخل الملاعب نحو "العدو المغربي" ، ها هـو النظام الجزائري يقرر تقديم الدعوة الرسمية للمغرب لحضور القمة العربية .. قمة و لاشك لن يتردد النظام في إستغلالها لأبعد حد ، من خلال محاولة تقديم أكثر السيناريوهات المسرحية جنــونـا ، والتي من المرجح أن تحمل عنوان الانفصال الماسخ .. في الوقت الذي لا ينقطع هذا النظام بالتشدق في كل مناسبة بشعارات الوحدة العربية المجنـى عليهـا ..خاوة .. خاوة — الديسك حـفــا .."
البوعمري:على الوفد المغربي بالقمة العربية أن يحصل على ضمانات بعدم تكرار الاعتداء
وفي ذات السياق، قال الباحث الأكاديمي والناشط السياسي نوفل البوعمري أن ” مسألة تأمين الوفد المغربي الذي سيشارك في القمة العربية بالجزائر، أصبح مطروحا بشكل جدي”، مشيرا أنه “عندما نطرح الأمر فهو لا يتعلق بأي رغبة شعبوية في تأزيم الوضع، لكن توالي التهجم على الوفود التي تشارك في تظاهرات بالجزائر من صحافيين و لاعبي كرة القدم… يجعلنا نطرح الموضوع بجدية، لأن هذا النظام الذي لم يقم بتأمين الملعب عمدا ليتعرض اللاعبون الشبان المغاربة للاعتداءات من طرف اللاعبين و الجماهير التي نزلت للملعب، و سمح بتلك المشاهد العنيفة التي نقلتها وسائل الإعلام العالمية… و تعاطى مع تظاهرة رياضية بهذا الشكل، فما بالنا بظاهرة عربية سياسية ستكون المواجهة الدبلوماسية حتمية بين المغرب و الجزائر التي ستعمل على استغلال هذه المناسبة لاستفزاز المغرب، كما تقوم بذلك الآن إعلاميا و في خرجات وراءها آخرهم خرجة بلاني”.
وأضاف البوعمري في تدوينة على حائطه بالفايسبوك ” إن النظام الجزائري يعي أنه انهزم في عقد القمة بالجدول الذي كان يريده، لا سوريا شاركت كما كان يريد نظام شنقريحة، و لا حضورا عربيا إلا بدعوة رسمية للمغرب على عكس ما كان يفضل هذا النظام، حتى تحول في نهاية المطاف عقد القمة انتصارا”، مشيرا أن “المغرب يجب أن يكون يقظاً، حذرا و هو يبعث الوفد المغربي لأنهم سيتعرضون لكل أنواع الاستفزاز المباشر و الإعلامي فهذا النظام أثبت ألا أخلاق له، و أن الدبلوماسية التي يعرفها هي دبلوماسية العنف و السب”.
واختتم البوعمري حديثه قائلا “إن المغرب عليه أن يطرح جل التفاصيل المرتبطة بالقمة العربية مع رئاسة الجامعة، وعدم تمرير لأي بيان فيه مس بالمغرب و بوحدته الترابية!…
ولا تمرير لأي جدول أعمال فيه مس بالمغرب، ولا يجب استغلال انعقاد القمة التي تتزامن مع احتفالات ذكرى الفاتح من نوفمبر لجر الدول العربية لأنشطة يتم فيها زرع إبراهيم غالي لالتقاط الصور، وأن المغرب ليس عليه أن يقاطع القمة، بل من داخل الجزائر و من داخل القمة عليه أن يعيد على مسامع الجميع نفس خطابه، خطاب وحدة الدول و سيادتها، خطاب إدانة التنظيمات الانفصالية الإرهابية بالمنطقة، وأنها معركة حقيقية كان الله في عون من سيذهب……!!”.