في ظل تفشي وباء كورونا وارتفاع عدد الإصابات بالمملكة، يحتفل المغاربة بعيد الأضحى للعام الثاني على التوالي في ظروف استثنائية، حيث يسود القلق والخوف وتغيب البهجة التي تصاحب عادة الاحتفالات بالعيد، فالعديد من الطقوس والعادات تغيرت أو غابت للظروف الصحية الحالية التي يعيشها العالم.
وفي هذا الصدد، قالت وفاء (37 سنة) من مدينة مكناس، في تصريح ل "بلبريس" : افتقدنا التجمعات العائلية، كنا نجتمع كل عيد في بيت الوالدين، حيث يأتي أخواتي من مدن مختلفة رفقة أبنائهم، إلا أنه بسبب كورونا، بتنا نخاف أن ينقل أحدنا العدوى للآخر أو لوالدينا الطاعنين في السن".
وأضافت المتحدثة ذاتها:" حتى عادات تبادل الزيارات مع الأهل والجيران اختفت في أعياد كورونا، أصبحت متخوفة من زيارة أحدهم أو تبادل التحايا على طريقنا المغربية في هذه المناسبات، الأمر الذي يحز في نفسي كثيرا لأنه خلال العيد تتقوى العلاقات الانسانية أكثر، ففي السابق كان الجيران يساعدون بعضهم في الذبح وينتقلون من بيت لآخر، أما اليوم فالجميع متخوف من انتقال العدوى ".
ومن جهته، يرى عبد الرحمان (55 سنة) من مدينة طنجة، أن :" لهذا العيد طعم مختلف، فبالنسبة لي، صلاة العيد مهمة جدا، وفي ظل تفشي الوباء، يحز في نفسي كثيرا عدم إقامتها، وأتمنى أن يكون هذا آخر عيد يمر في هذهالظروف الاستثنائية، ويرفع الله عنا الوباء".
ويضيف عبد الرحمان:" هناك أمر آخر مختلف هذه السنة، هو تآزر وتضامن المغاربة مع بعضهم البعض، فكما يعلم الجميع، تسبب الفيروس والإجراءات المتخدة للحد من انتشاره من فقدان العديد من المغاربة لعملهم، وتضررت العديد من الأسر ماديا، إلا أنه خلال هذه المناسبة الدينية المهمة عند المغاربة، شهدنا تآزرا بين الناس منقطع النظير".
أما البشير (40 سنة) من مدينة الرباط فيقول:" مع الأسف يحل هذا العيد في ظروف جد استنائية، عيد يفتقد لطعم الفرحة والبهجة التي اعتدنا عليها، فالعديد منا فقد أحد أقربائه بسبب الفيروس، فوالدي انتقل لرحمة الله بعد مضاعافات بسبب كورونا، كما توفيت أخت زوجتي بنفس السبب".
ويؤكد البشير أن:" هذا العيد لاحظنا أن أثمنة الأضاحي ارتفعت بشكل صاروخي ومبالغ، فالعديد من الأسر تعاني من أزمة مالية خانقة بسبب الاجراءات الاحترازية المتخدة للحد من انتشار الفيروس، حيث أن العديد من القطاعات تضررت وعلى رأسها قطاع النقل السياحي وقطاع الحفلات والأعراس وغيرها".