يبدو أن تزكية عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق، لحزب العدالة والتنمية، في الانتخابات التشريعية من قبل اللجنة الإقليمية المكلفة بالانتخابات بسلا، سيخلق الكثير من الجدل داخليا بالقوة السياسية الأولى بالمغرب .
فبعدما زكت اللجنة الإقليمية بالاجماع عبد الاله بنكيران وفق مساطر الداخلية لحزب البيجيدي، وبعد رفع تقرير الأمانة العامة للحزب،فان رئيسها سعد الدين العثماني ستواجه خيارين: الخيار الاول يتمثل في الموافقة على تقرير اللجنة الاقليمية وتزكية بنكيران للانتخابات التشريعية بسلا ، وهذا الأمر وارد لاكثر من سبب منها الاستفادة من شعبية بنكيران في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ليس فقط بسلا ولكن كذلك وطنيا ، الاعتماد عليه لمواجهة اخنوش ووهبي ولشكر وبركة، تم تقوية حظوظ البيجيدي بالفوز بمقعد بسلا .
لكن هذا الخيارستكون لع تداعيات على سعد الدين العثماني، صعبة للغاية، ولاسيما "لسان بنكيران"، الذي سيدخل الحزب في صدامات بعض القوى النافذة ، سيضعف موقع العثماني داخل الحزب واثناء الحملة الانتخابية حيث سيهيمن بنكران، امكانية انتقام بنكيران في حملاته الانتخابية من سعد الدين نفسه وتيار الاستوزار ونقد الاداء الضعيف لحكومة بنكيران وانبطاحه لتمرير مجموعة من القوانين ، احراج العثماني لان بنكيران سيدخل في مواجهات قوية سواء مع حزب الاتحاد الاشتراكي أو كذلك بالنسبة للتجمع الوطني للأحرار، وسيعيد سيناريو البلوكاج الحكومي السابق للواجهة .
اما الخيار الثاني ، فيتمثل في امكانية رفض الأمانة العامة للحزب ترشيح بنكيران بسلا نتيجة المخاطر التي تحيط بهذا الترشيح ، وهو الأمر الاكثر احتمالا، لان العثماني مدرك لتداعيات هذا الترشيح على اكير من مستوى خصوصا بعض القوى النافذة التي تريد طيا نهائيا لصفحة بنكيران، وواع ايضا انه يصعب عليه التحكم في بنكيران وخرجاته ،اضافة حيث أن الرافضين لترشح الأمين العام السابق، سيجدون أنفسهم أمام أزمة داخلية حقيقية، ولاسيما المرتبة التي يتمتع بها رئيس الحكومة السابق داخل الحزب الإسلامي وأجهزته .
وإذا ما وقع هذا الخيار، تفاديا للاصدامات الخارجية مع أحزاب سياسية أخرى، فسيعاد سيناريو المؤتمر الأخير بين شيعة عبد الإله بنكيران وتيار الاستوزار الذي مازال في صراع مع أمينهم السابق، والعلاقة باتت شبه منعدمة في ما بينهم .
وأمام هذه الاختيارات المطروحة على طاولة الأمانة العامة، فمن المنتظر أن يتم الحسم فيها مباشرة بعد عيد الأضحى، حيث سيجتمع أعضاء الهيئة التقريرية للبث في الترشيحات واختيار ممثلي الحزب السياسي الأول في المغرب، في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة .
إلا أن هناك نقطة مهمة واختيار أخير، يطفو على السطح كذلك، هو أن يكون عبد الإله بنكيران وصمته، هو مؤشر لما بعد موافقة الأمانة العامة لـ"البيجيدي"، ليرفض بعد ذلك ترشيحه، وهو الأمر الوارد في هذه المعادلة .
وفي هذا الصدد صرح عبد الإله بنيكيران لـ"بلبريس"، أن قرار ترشيحه لم يكن في علمه، وأنه لم يوافق ولم يرفض لحدود الساعة .
وبالتالي فاحتمالية الرفض، تبقى واردة من قبل الأمين العام السابق لـ"البيجيدي" وهي معادلة صعبة داخل القوة السياسية الأولى في البلاد .
على كل قبل العثماني ووافق على ترشيح عبد الاله بنكيران او رفض، فان لكل خيار سيؤدي عليه العثماني ضريبة في ظل انقسام الحزب بين فريق يقدس بنكيران ويكره العثماني، وفريق يكره بنكيران ويقدس العثماني، والاكيد ان حزب البيجيدي سواء ترشح بنكيران او تم رفض ترشيحه لن يكون هو نفس البيجيدي بعد الاعلان عن قرار العثماني رفض او قبول ترشيح بنكيران.
وهناك عدة مؤشرات تؤكد لا العثماني ولا بنكيران سيقبلا ان يكون احدهما كبش فداء الامر الذي سيبلقن الحزب من الداخل.