مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية التي من المنتظر أن تشهدها بلادنا هذه السنة، تتواصل الضربات الموجعة التي يتلقاها مؤخرا رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، بعدما قرر الوزير السابق، محمد عبو مغادرة حزب الحمامة.
وعلمت بلبريس من مصادر مطلعة أن السبب الذي دفع الوزير السابق لتقديم استقالته من حزب التجمع الوطني للأحرار، ترجع بالاساس إلى الخلافات التي نشبت بينه وبين أخنوش بسبب ما اسماه "سلطوية" هذا الأخير وانفراده بالقرار داخل الحزب .
وأضافت ذات المصادر، أن محمد عبو قرر أن يلتحق رسميا بحزب الاستقلال، حيث من المرتقب أن تنظم اللجنة التنفيذية للحزب المذكور حفلا بهذه المناسبة، حيث يراهن عليه نزار البركة لقيادة الحزب بإقليم تاونات للظفر بنتائج تمكنه من تصدر المشهد السياسي خلال الانتخابات المقبلة، والتي يسعى حزب علال الفاسي لتصدرها والعودة لقيادة الحكومة لاول مرة بعد دستور 2011.
وكشف المصدر نفسه لبلبريس ان عبد الواحد الانصاري المنسق الجهوي لحزب الاستقلال بجهة فاس مكناس نظم حفل عشاء على شرف الوزير السابق عبو،بحضور نزار بركة وكذا بعض الوجوه الاستقلالية كالاخوين البوزيدي باعتبارهما قوة انتخابية باقليم تاونات.
وعرف هذا اللقاء مناقشة عدة امور تخص تزكية حزب الاستقلال للوزير السابق عبو ومن معه، حيث يشترط نزار بركة الامين العام لحزب الاستقلال على هذا الاخير الحاق عدد من منتخبي وأعضاء حزب “الحمامة” بجهة فاس مكناس بحزب الميزان.
ويعد التحاق عبو بحزب “الميزان” خسارة كبيرة لحزب التجمع الوطني للأحرار، لاسيما وأنه ينتمي لعائلة تاوناتية ظلت على مدار السنين الماضية اسما بارزا في حزب “أخنوش”.
وكان امحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية قد ابرم “صفقة سياسية” مع محمد عبو الوزير والقيادي السابق في صفوف حزب التجمع الوطني للأحرار، تقضي بإلتحاق جماعي لعدد من منتخبي وأعضاء حزب “الحمامة” بجهة فاس مكناس بحزب الحركة الشعبية.
واستقبل الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، يوم الجمعة 12 مارس الجاري، محمد عبو بمعية مجموعة من منتخبي ومناضلي حزب التجمع الوطني للأحرار بأقاليم تاونات وتازة وفاس، والذين عاشوا مرحلة جفاء قوية بينهم وبين “حزب أخنوش”، بسبب اصطفافهم خلف عبدالرحيم بوعيدة الرئيس السابق لجهة كلميم الذي تم إعفاؤه من مهامه.
واتفق امحند العنصر ومحمد عبو على حول التنسيق الجهوي الجديد لحزب الحركة الشعبية، وكذا توزيع المناصب جهويا وإقليميا خاصة على مستوى إقليم تاونات، حيث يطالب محمد عبو بإبعاد الوزير السابق عن حزب الحركة الشعبية إدريس مرون عن شؤون الحزب، بسبب فشله في الميداني وغيابه منذ هزيمته في الانتخابات البرلمانية السابقة.
والجدير بالذكر أن محمد عبو، شغل بين عامي 2007 و2010، منصب الوزير المنتدب للخدمة العامة وتحديث الإدارة في حكومة عباس الفاسي.
وبعد التحاق عبو بحزب الاستقلال والاتفاق على اعطاءه التزكية على حساب المناضلين الاستقلاليين بالمنطقة تطرح من جديد قضية مدى التزام زعماء الاحزاب بالاخلاق السياسية وبقوانين الحزب وبالقيم السياسية قبل منح التزكية للمرشحين وكيف سيقبل مناضلي الاحزاب بدعم مرشحين فرضوا عليهم ولا علاقة لهم بمرجعيات الحزب، انه العبث السياسي، والانتهازية السياسية التي تفكر في الفوز بالمقعد على حساب المبدأ، انها موت السياسة النبيلة وتعويضها بالسياسة الانتهازية الخبيثة ، اذا على الاحزاب والدولة ان لا تتباكى غدا عن موت السياسة بمعناها النبيل، انه وقت الاحزاب المباحة ...