*محمد الزعراط
لا زالت تداعيات الإجراءات الاحترازية والوقائية من فيروس كورونا تلقي بظلالها على طقوس وعادات شهر رمضان المبارك، وبالأخص ليلة السابع والعشرين منه.
فكما لرمضان في المغرب عادات خاصة تميزه عن سائر الدول العربية والإسلامية، فـلليلة مكانة خاصة لا مثيل لها في مكان آخر، من حيث الأجواء الإيمانية والدلالات الروحانية والمعاني الوجدانية التي تميزها. إذ تعكس هذه الليلة الرمضانية مدى تشبت المغاربة بالنفحات الربانية التي تُضاعَف فيها الأجور وتزيد العبد تقربا من ربه طمعا في رحمته ونيل رضاه. كما تعكس كذلك كل قيم التسامح والتضامن والتكافل والتعاضد وتربية الأجيال على العبادة.
ويحتفي المغاربة كل سنة بليلة القدر، أو كما هو متداول في العرف المغربي بليلة السابع والعشرين؛ بعادات وتقاليد توارثت أبا عن جد ولا تتكرر في مناسبة أخرى. إذ تُصِرُّ العائلة المغربية وتجتهد في تحبيب وتحفيز أبنائها الصغار على الصيام، وترافقهم طيلة اليوم كي لا يشتد عليهم الجوع والعطش ويفطرون، وذلك بمصاحبتهم إلى المساجد ومرافقتهم لزيارة الأهل والجيران، وكذلك إشراكهم في تحضير الإفطار.
إلا أنه وبسبب الظروف التي تعيشها بلادنا على غرار العالم من حجر صحي وحظر للتجول ليلا، فسيتعذَّر هذا العام مصاحبة الأطفال الصغار إلى الصالونات والخيم التي يتم نصبها في الأحياء والطرق خصيصا لهذا اليوم. إذ يتم تزيين العرائس الصغار بالقفطان المغربي والحلي والمجوهرات، ويرتدي الأطفال الذكور الجلباب المغربي أو "الجابادور" و"البلغة"، ليشرعوا بعدها في تخضيب أيادي الصغار بالحناء، وسط زغاريد الأمهات، والأصوات الصادحة بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، في جو احتفالي يطبع وينحت في ذاكرة أولئك الصغار.
وبسبب الظروف ذاتها التي يعيشها المغرب على غرار العالم، سيفتقد المغاربة أجواء هذه الليلة المباركة، التي كانوا يقضونها بشكل جماعي في المساجد بختم القرآن الكريم قياما، طمعا في اقتناص فضلها، كما يكثرون من الصلاة والصدقة وصلة الأرحام، بل ومنهم من يعتكف في المسجد من بعد الإفطار إلى ما بعد صلاة الصبح.
وكانت الحكومة المغربية قد قررت قبل أيام عدم رفع حالتي الحجر الصحي والطوارئ الصحية في العشرين من ماي الجاري، ممددة فترتهما إلى العاشر من شهر يونيو القادم.
صحفي متدرب