تقرير إخباري | فيروس "كورونا" في المخيمات.. غياب "التحالف" ينذر بالنهاية

لم يكن يتوقع زعيم جبهة البوليساريو ، ابراهيم غالي، أن يجد نفسه في المخيمات وحيدا دون سند جزائري في مواجهة فيروس "كورونا" المستجد الذي عصف بأكثر الدولة قوة .

فبين نفي وزيرة الصحة العمومية للجمهورية الوهمية، خيرة بلاهي، لوجود أي حالة إصابة بـ"كورونا" في المخيمات، وتنبأ تقارير إعلامية دولية أنه في المخيمات بإمكانية وجود العشرات  وذلك في في ظل تكتم قيادة البوليساريو عن الإفصاح على رقم محدد للإصابات بالفيروس ،  كذلك بعد النهاية "المؤقتة" للدعم الجزائري والإسباني للجبهة، بين هذا وذاك يبقى الأمر معلقا .

 

أزمة صحية تنهي "التحالف"

 

جبهة "البوليساريو" التي كانت تعول سابقا على الدعم الجزائري تارة والإسباني تارة أخرى في مواجهة المغرب والأمم المتحدة بالإضافة للدول الداعمة للوحدة الترابية للمملكة، اليوم تجد نفسها حبيسة المخيمات بعد انتشار الوباء في مناطق حليفي الانفصال .

الجزائر مع ارتفاع متزايد للإصابات وكذلك للوفيات، أما إسبانيا فاليوم في مواجهة قدرها بآلاف الوفيات وعشرات آلاف الإصابات مع أزمة حقيقية تعيشها الدولة الأوروبية القوية .

تحركات "محتشمة"

 

من جانبه إبراهيم غالي رئيس الجبهة الانفصالية، يتحرك بين الفينة والأخرى بين "مستشفيات" المخيمات بدون أن يتجاوز الأمر عدسات الكاميرات .

اليوم تجد الجبهة نفسها في أزمة حقيقية وقد تنتج عنها مأساة إنسانية بعدما تخلف الحلفاء عن دعمها ومع ضعف منظومتها الصحية .

 

إغلاق الحدود تقابل بالاحتجاج

 

مصادر خاصة لـ"بلبريس" تؤكد أن قرار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إغلاق الحدود لمواجهة فيروس "كورونا" المستجد جعلت الجبهة الانفصالية بتندوف تغلق حدودها مع مخيمات الصحراويين .

الإحتجاجات من الساكنة الصحراوية ضد قيادة "البوليساريو" وضد المنظومة الصحية المتدهورة جعلت قادة الانفصال يحاولون تبرير قرار التبون أنه ليس تخلي من الجزائر وإنما يتعلق الأمر بإجراء دولة ويلزم التأقلم معه وهو الأمر الذي أثار الكثير من المشاكل داخل المخيمات جعل زعيم الانفصال إبراهيم غالي يزور مجموعة من "المستشفيات" لإخماد الاحتجاجات وكذلك محاولة منه للحد من انتشار الفيروس ولكن يبدو أن قراراته وتحركاته لن تأتي بنتيجة ولاسيما في ضل زيادة عدد المصابين وفقا لمصادر متطابقة .

 

وضعا إنسانيا كارثيا

 

من جانبه يرى الفاعل الحقوقي والمحامي الباحث في قضايا الصحراء نوفل البعمري أن "المخيمات الآن تعيش وضعا إنسانيا كارثيا يحتاج منا إلى أن نصير إليه الأمم المتحدة، الجزائر قررت إغلاق نهائي لكل منافذ المخيمات و أصبح الدخول و الخروج إليها ممنوعا بشكل كلي حيث انه حتى الحالات القليلة التي كانت تتحرك من و إلى المخيمات قبل ظهور الفيروس اصبحت محاصرة كذلك".

ويضيف البعمري في تصريح خاص لـ"بلبريس" أنه وبالنظر "لكون المخيمات تعرف وضعا اجتماعيا كارثيا على مستوى التغذية و الظروف الصحية المنعدمة فإنه مع الظروف الحالية ازدادت الوضعية سوءا خاصة في ظل انعدام أية ظروف حمائية و إغلاق كلي للمخيمات".