محمد الشنتوف*
مما لا شك فيه أن عدسات كاميرات القنوات الإعلامية الرياضية العالمية، وأقلام الصحفيين الرياضيين، ومعدات المشجعين في كل بقاع العالم، وصفحات الجرائد الورقية منها والالكترونية، وترددات القنوات في المقاهي الشعبية، لن تجدهم مشغلون في هذه الأيام بموضوع غير ما استجد وما سيستجد في مونديال روسيا 2018.
ولإرضاء عشاق المستديرة نقترح عليكم زوارنا الكرام فقرة ” زوم على المونديال” التي نقدم لكم فيها ما جد وما سيستجد بمونديال روسيا على “جريدة بلبريس الالكترونية”، من خلال البحث والتقصي وتقديم لب ما يدور في هذا العرس الكروي العالمي.
في هذا العدد اخترنا أن نتحدث عن خروج المنتخب الألماني، المصنف في المركز الأول عالميا، وحامل لقب كأس العالم في النسخة الماضية بالبرازيل، لتستمر حكاية مغادرة البطل من الباب الخلفي للبطولة في كل مناسبة تأتي بعد احراز اللقب، ورغم حضور عنصر المفاجأة في مغادرة الماكينات الألمانية، إلا أنها كانت مفاجأة يعيد من خلالها التاريخ نفسه للمرة الرابعة مند بداية البطولة سنة 1930.
بالعودة إلى تاريخ المونديال، وبالضبط إلى سنة 1998، نجد أن ديوك فرنسا فازوا باللقب، لكنهم في سنة 2002 خرجوا من الدور الأول، ونفس الشيء ينطبق على إيطاليا التي فازت باللقب العالمي سنة 2006 وفي 2010 خرجوا من الدور الأول، وفي نفس السنة أي في 2010 فاز المنتخب الاسباني باللقب العالمي وفي المشاركة الموالية في مونديال البرازيل 2014 خرجوا من الدور الأول.
وشهدت هذه الدورة إعادة للتاريخ مرة أخرى، حيث فازت الماكينات الألمانية باللقب الأغلى عالميا في النسخة الماضية بالبرازيل، لكنهم قدموا أداء باهتا في النسخة، خسروا أمام المكسيك في المباراة الأولى، وفازوا بصعوبة على منتخب السويد في المباراة الثانية، بينما اصطحبهم الفريق الكوري الجنوبي إلى المطار في المباراة الثالثة.
كرة القدم مرة أخرى تؤكد أنها ليست مسرحا للتوقعات، وإنما ستضل دائما مسرحا للمفاجئات، فكل التوقعات كانت ترجح كفة الألمان على الورق، لكن لغة الأٌقدام لم ترجحها أبدا في الميدان، ومنطق التسعين دقيقة في المباريات الثلاث في مجموعة الألمان أكد حقا أنه منتخب عادي رغم وجود الكثير من النجوم في الملعب وفي دكة البدلاء، ليكرر الألمان انكسار 1938، تاريخ كان شاهدا على أسوء مشاركة لمنتخب ألمانيا في المونديال، حيث خرجوا من الدور الأولي في مونديال فرنسا، وحصلوا فقط على المركز العاشر.
وأكد موقع فيفا أن هناك جملة من الأسباب التي جعلت هذا المنتخب يكرر تجربة اقصاء حامل اللقب، من أهمها عدم ضخ دماء جديدة في شريان المنتخب، فالمدرب لوف الذي حمل اللقب العالمي سنة 2014، وحمل لقب كأس القارات أيضا، ظل 12 سنة في قيادة الماكينات، ولم يغير في التشكيلة التي فازت باللقب الأخير، اعتقاد منه أن من حقق الإنجاز الأول يمكنه إعادته، ولكن التاريخ لا يعيد نفسه كما نريد دائما.
*صحفي متدرب