نزار بركة: قد نتغاضى تجاوزا عن استمرار ظاهرة صباغة الوزارء

عدد الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة مجموعة من المؤشرات والأرقام الدالة عن تردي أوضاع الشباب المغربي في عهد الحكومة الحالية، "حيث أصبحت بطالة الشباب وخاصة ما بين الفئات السنية 15 و 24 سنة تصل إلى 26.5 في المائة، أي ربع الشباب بالمغرب عاطلون عن العمل"، متسائلا :"عن مآل المخطط الحكومي الذي وعد الشباب بخلق مليون و 200 ألف فرصة شغل، ومن أجل هذا المخطط الوهمي فقط الذي خلق آمالا كاذبة للشباب على الحكومة أن تقدم برنامجا حكوميا جديدا لتستعيد ثقتهم حيث يئس أكثر من 50 في المائة من الشباب المغاربة من البحث عن أي شغل".
وأضاف نزار بركة أمس الجمعة في افتتاح أشغال المؤتمر العام 13 لمنظمة الشبيبة الاستقلالية،" أن هذه المؤشرات لا تقف عند هذا الحد، بل تتجاوز ذلك، من خلال الانخراط الكبير للشباب المؤهل والمتعلم من مختلف التخصصات والشرائح الاجتماعية بما فيها الوسطى والميسورة في مسلسل هجرة الكفاءات، مجددا دعوته للحكومة لاتخاذ التدابير اللازمة لوقف تدفقات الهجرة السرية والعلنية للشباب وذوي الكفاءات، حيث يرغب أكثر من 70 في المائة من الشباب في الهجرة حسب بحث ميداني تم إجارؤه مؤخرا، بالإضافة إلى أن 75 في المائة من الشباب يعانون من غياب التغطية الصحية، إلى جانب استمرار وتنامي ظاهرة شباب خارج المدرسة بدون تكوين ولا شغل ولا حماية اجتماعية، بما يقدر بأكثر من 2.7 مليون شابة وشاب ما بين 15 و 29 سنة، مجددا دعوته الحكومة بهذه المناسبة إلى وضع خطة استعجالية لمنح فرصة ثانية لهذه الفئة الشبابية، وتسهيل اندماجها في المجتمع". 
وجدد بركة تساؤله بشأن هذا التردد والبطء والتسويف الذي تنهجه الحكومة في اعتماد القوانين، وتفعيل السياسات والبرامج العمومية، التي تضمن انخراط الشباب في المجتمع وتمكينهم من حقوقهم التي يكفلها الدستور، مسائلا الحكومة بعد سنتين من الانتظار عن مصير السياسة العمومية المندمجة الخاصة بالشباب التي دعا إليها جلالة الملك، إلى جانب الآليات الدستورية والمؤسساتية الكفيلة بإشراك الشباب في مسلسل صناعة القرار العمومي، والمساهمة الفعالة في مؤسسات الحوار المدني والديمقراطية التشاركية على الصعيد الوطني والجهوي والمحلي.
وفي هذا الصدد، دعا الأمين العام لحزب الميزان، الحكومة، في نسختها المعدلة إلى تقديم برنامج جديد، يتدارك ما تم إغفاله، ويستوعب مختلف التحولات والرهانات التنموية والحاجيات المتجددة للمواطن، ولا سيما الشباب منهم، إلى جانب بلورة هذا البرنامج الحكومي الجديد بمَا يمكن بلادَنا من الانخراط في مرحلة جديدة بجيل جديد من الإصلاحات والاستراتيجيات والتدابير المعززة للثقة، وإشعار الشباب بفعلية التحول والانتقال إلى النموذج التنموي الجديد، من خلال إشراكه في وضع وتنفيذ تلك السياسية المندمجة الجديدة التي تتلكأ الحكومة في إخراجها.

وهنأ الأمين العام لحزب الاستقلال في هذا السياق، سعد الدين العثماني رئيس الحكومة بإخراجه للحكومة في صيغتها الجديدة، مضيفا بالقول ” لا بأس بالتكنوقراط إذا كانوا في خدمة المصلحة العليا للوطن، وخدمة مصالح المواطنين…وقد نتغاضى تجاوزا عن استمرار ظاهرة صباغة الوزارء…ولكن المواطن ينتظر التزامات واضحة في التشغيل والصحة والتعليم والخدمات الأساسية، وينتظر الشروع في تفعيل خارطة الطريق الإصلاحية التي يقودها جلالة الملك في العديد من المجالات…لذلك لا بد من تعاقد ثقة جديد على أساس البرنامج الحكومي، لكي يعيد الأمل إلى المواطنات والمواطنين، والشباب منهم خاصة.”

وابرز بركة أن محطة انعقاد المؤتمر العام 13 لمنظمة الشبيبة الاستقلالية تعد فرصة لتقييم أداء المنظمة بالحكمة والموضوعية والمسؤولية اللازمة، وباستحضار للمكاسب وتثمينها والبناء عليها، ورصد مكامن الضعف والإخفاق لتجاوزها، وذلك بهدف الارتقاء بأداء شباب الحزب لتحقيق مزيد من الطموحات والمكتسبات ومواصلة النضال لإنتازع مزيد من الحقوق في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وأشار إلى أنه ليس من باب الصدفة أن يكون عمر منظمة الشبيبة الاستقلالية اليوم بعمر المغرب المستقل، شبيبة ولادة ومتجددة لوطن لا يشيخ،  مبرزا أن الوعي المبكر الذي ترسخ لدى رواد حزب الاستقلال، هو الذي يفسر كيف أنه في السنة الأولى لحصول بلادنا على الاستقلال، بادر الحزب  إلى إحداث الشبيبة الاستقلالية في مارس 1956، حيث كان حدث التأسيس مقترنا بـ”الألوكة” التي بعثها الزعيم علال الفاسي رحمه الله، بما تحمله من رسائل ومسؤوليات إلى شباب المرحلة من أجل مواصلة النضال في معركة بناء الاستقلال، ومعركة الوحدة الوطنية والترابية.