شهدت فرنسا يوم أمس السبت احتجاجيا جديداً على زيادة رسوم المحروقات نفذته حركة "السترات الصفراء" التي بدا أن قدرتها على الحشد تراجعت على المستوى الوطني مقارنةً بالأسبوع الماضي.
لكن هذا التراجع لم يحل دون حصول صدامات في باريس بين المحتجّين والشرطة التي استخدمت لتفريقهم الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه واعتقلت كثيرين.
ومساء السبت أعرب الرئيس إيمانويل ماكرون عن شعوره بـ"العار" إزاء هذه الصدامات، مندّداً بمن "اعتدوا" على قوات الأمن و"أساؤوا معاملة مواطنين آخرين".
وبحسب وزارة الداخلية، بلغت حصيلة الجرحى في العاصمة 24 شخصاً، بينهم خمسة شرطيين)، فيما بلغ عدد الموقوفين في عموم البلاد 130 شخصاً.
ووقع القسم الأكبر من الصدامات صباح أمس السبت في جادة الشانزيليزيه الشهيرة في وسط باريس والتي كانت السلطات أعلنت منع التجمهر في قسم منها.
وتدخّل عناصر الإطفاء لإخماد حرائق أشعلها المتظاهرون في المتاريس التي أقاموها والتي تسببت بأعمدة كثيفة من الدخان الأسود اختلطت بالدخان الناجم عن القنابل المسيلة للدموع.
وقالت إحدى المتحدّثات باسم "السترات الصفراء" وتدعى ليتيسيا ديوالي (37 عاماً) لوكالة فرانس برس "لسنا هنا للاعتداء على الشرطة. لقد جئنا من أجل أن تستمع الحكومة إلينا، من أجل أن تستمع إلى الشعب. نحن لسنا بصدد تحرّك سياسي أو نقابي. نحن نستنكر عنف المتظاهرين المزيّفين".
من جهته قال وزير الداخلية كريستوف كاستانير إنّ بين المتظاهرين أعضاء من "اليمين المتطرف" يريدون "مهاجمة المؤسّسات".
وهذا ثاني تحرّك احتجاجي تنفّذه "السترات الصفراء" وأتى أضعف بكثير من سابقه الأسبوع الماضي حين بلغ عدد المتظاهرين في عموم أنحاء فرنسا حوالى 300 ألف محتجّ.