في خطوة نوعية نحو التحول البيئي والاقتصادي، عقد ائتلاف تثمين النفايات (كوفاد) اليوم ندوة علمية هامة تحت عنوان "الانتقال نحو اقتصاد دائري ومنخفض الكربون"، شهدت مشاركة واسعة تجاوزت 100 مشارك من مختلف القطاعات.
تعكس هذه المبادرة التزام المغرب المتنامي بمواجهة التحديات البيئية وتحويلها إلى فرص اقتصادية مستدامة. فالندوة، التي انعقدت في فندق ذا فيو بوزنيقة، مثلت محطة مهمة في مسار التحول الوطني نحو اقتصاد أكثر استدامة وصداقة للبيئة.
ركزت المناقشات على ثلاثة محاور استراتيجية رئيسية: الإطار القانوني والاستراتيجي الوطني، النماذج التطبيقية العملية في قطاعات مختلفة، والروافع اللازمة لنجاح هذا التحول.
افتتحت الندوة وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي، والمدير العام للصناعة يوسف فاضل، مما يعكس الاهتمام الرسمي الرفيع بهذه المبادرة. وقد شارك في الجلسات شخصيات بارزة مثل آسية بنهيدة من الاتحاد العام لمقاولات المغرب.
خارطة الطريق الاستراتيجية لكوفاد للفترة 2021-2025 تستند إلى ستة محاور رئيسية تشمل الابتكار والحوكمة والشمول الاجتماعي. من أبرز إنجازاتها المرتقبة:
دراسة طموحة لتثمين 60-65٪ من النفايات بحلول 2030
توليد 12.2 مليار درهم من الاقتصاد الدائري
صياغة إطار تنظيمي لإدارة التغليف
المساهمة في إعداد قانون الاقتصاد الدائري
القيادة في المفاوضات الدولية لمكافحة التلوث البلاستيكي
يعتمد الائتلاف على حوكمة تشاركية تجمع مختلف الفاعلين، من وزارات وجماعات ترابية وشركات ومنظمات غير حكومية. تحت قيادة منير الباري، يسعى كوفاد لتحويل التحديات البيئية إلى فرص اقتصادية.
التعاون الدولي يمثل أحد أهم روافد نجاح المبادرة، حيث تربط كوفاد شراكات استراتيجية مع منظمات دولية مثل اليونيدو وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والاتحاد الأوروبي، مما يعزز الخبرات المحلية ويجذب التمويلات اللازمة.
في ختام الندوة، أكد منير الباري أن "مهمتنا هي تحويل التحديات البيئية إلى فرص اقتصادية"، مؤكدًا على الرؤية الاستراتيجية للائتلاف في تحقيق تحول شامل نحو اقتصاد دائري ومستدام.
يبدو المغرب عازمًا على تأكيد موقعه كقائد إقليمي في مجال الاستدامة البيئية والتحول الاقتصادي، مع التركيز على تعزيز السيادة الصناعية من خلال الابتكار وإعادة التدوير.