متاهة يعيشها المغاربة، بين الصمت الرسمي، والأخبار الواردة عبر الصحف العالمية، حول مشاركة المملكة المغربية في ما بات يعرف بـ"صفقة القرن".
صمت رسمي
أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، بحر الأسبوع الماضي، أن الموقف الرسمي للمغرب سيتم الإعلان عنه في الوقت المناسب.
الخلفي الذي كان يتحدث في ندوة صحفية، جاءت بعد المجلس الحكومي الأخير، قال بالحرف، ”بخصوص قمة البحرين فمواقف المملكة المغربية، المتعلقة بسياساتها الخارجية، تعبر عنها مؤسساتها في الوقت والسياق المناسبين”.
في ذات السياق، وقبل تصريح الوزير المكلف بالعلاقة مع البرلمان، جاء تصريح صحفي لرئيس الحكومة، وزميله في الحزب الحاكم، سعد الدين العثماني، نافيا فيه "علمه بحضور المغرب لقمة المنامة"، ومضيفا أن المملكة "لم تعلن عن أي موقف رسمي بعد بهذا الخصوص".
كوشنر يؤكد حضور المغرب
في حوار أجرته صحيفة "القدس العربي"، مع مستشار الرئيس الأمريكي، وصهره، جاريد كوشنر، والذي يوصف بكونه العقل المدبر لـ"صفقة القرن"، أكد الأخير حضور المغرب لورشة المنامة، بمعية دول عربية أخرى.
وأكد كوشنر، في الحوار المذكور مع الصحيفة اللندنية، حضور المغرب رغم جدار الصمت الرسمي الذي يضرب حول القضية.
وقال المستشار الأمريكي أن "وفودا ستحضر من فلسطين وإسرائيل رغم الدعوات للمقاطعة"، وكذلك وفود دول "الخليج ومصر والأردن والمغرب"، إضافة لممثلين "الدول السبع الكبرى والصين وروسيا واليابان".
فِي ذات السياق، أوردت وكالة الأنباء الدولية رويترز، إن المغرب سيشارك في قمة المنامة يومي الـ25 والـ26 من الشهر الجاري، والتي ينتظر أن تناقش الشق الاقتصادي لـ"صفقة القرن"؛ من خلال مشاركة مسؤولين مغاربة.
الوكالة الدولية، أكدت في قصاصتها، أن دولا من الخليج، خاصة تلك المعروفة بحلفها مع الولايات المتحدة الامريكية، ستكون حاضرة في مؤتمر البحرين، وفي مقدمتها العربية السعودية والإمارات، إلى جانب دول عربية أخرى مثل المغرب ومصر والأردن.
رفض شعبي
وشارك الآلاف من المغاربة أمس الأحد في مسيرة وطنية، بالعاصمة الرباط، دعت لها عدد من الهيئات الأهلية السياسية الحقوقية، دعما للقضية الفلسطينية، ورفضا لـ"صفقة القرن"، وكذلك المؤتمر الاقتصادي المرتقب تنظيمه في العاصمة البحرينية المنامة.
المسيرة التي شارك فيها العديد من السياسيين، من اليسار والإسلام السياسي، رفعت شعارات مناوئة لـ”الصفقة”، وداعية إلى عدم المشاركة العربية والمغربية في مؤتمر المنامة الذي وصفوه بـ”مؤتمر الخيانة”، محذرين من استهداف القضية الفلسطينية والسعي إلى تصفيتها عبر المبادرات الأميركية المشبوهة.