حظيت زيارة الدولة التي يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي إلى المملكة المغربية، بمتابعة إعلامية دولية، حيث خصصت وكالات دولية تقارير إعلامية متنوعة للزيارة التي تأتي في ظل سياق دولي، وإقليمي يشهد تغيرات متسارعة في مواقف، وسياسات الدول المحيطة بالمملكة أو بالشرق الأوسط.
وركزت وسائل الإعلام المختلفة على الملفات، والقضايا المطروحة بين المملكة المغربية وجمهورية فرنسا، كما أجمعت بأن الزيارة تأتي بعد الزيارة الأخيرة لكاريد كوشنير مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يحاول جس النبض حول مايسمى "بصفقة القرن"، حيث أشارت بوجود تقارب في الموقفين المغربي والفرنسي تجاه العديد من القضايا خاصة الملف الليبي.
في هذا الصدد كشف خالد الشرقاوي السموني، مدير مركز الرباط للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن فرنسا تربطها بالمغرب علاقات ثنائية ومتميزة، تتسم بالحوار والتعاون في كثير من القضايا الدولية، تقوت منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين، مشيرا إلى أن الملك محمد السادس قام بزيارة فرنسا كأول زيارة دولة خلال شهر مارس من سنة 2000، بالإضافة إلى زيارة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون للمملكة تلبيةً لدعوة الملك محمد السادس، قبل مضي شهر واحد على توليه رئاسة الجمهورية.
و أضاف السموني أن زيارة وزير الخارجية الفرنسية للمغرب واللقاء مع نظيره المغربي ناصر بوريطة تأتي في إطار التباحث في ملفات مشتركة، تهم قضية الصحراء، و مجالات الشراكة الثنائية من أجل مواصلة النهوض بالمبادلات الاقتصادية وتوطيد التعاون التعليمي، والثقافي وتعزيز مكافحة الإرهاب وإدارة تدفقات الهجرة، و بعض القضايا الدولية وهو ما يدل على تميز العلاقات الثنائية و مستواها الرفيع ، خاصة و أن المغرب يعد شريكاً استراتيجياً لفرنسا في أفريقيا بالأخص.
السموني أبرز أيضا أن فرنسا تمثّل المستثمر الأجنبي الأول في المغرب، وقال: "من المتوقع أن تشمل المحادثات ملف النزاع حول الصحراء ، علما أن فرنسا تعد داعما أساسيا للمغرب على مستوى قضية وحدته الوطنية، فغير ما مرة تدخلت الجمهورية لتغيير قرارات ضد المصالح الوطنية للمغرب من داخل مجلس الأمن لدى الأمم المتحدة، كما يتوقع أيضا أن تشمل المحادثات بغض القضايا الدولية، على رأسها القضية الفلسطينية و الأزمة الليبية، خصوصا و أن هناك مواقف متقاربة للبلدين في هذا الشأن. وأخيرا ، يضيف مدير مركز الرباط للدراسات السياسية، و الاستراتيجية بأن المغرب يقدم خدمات أمنية لدولة فرنسا، في مواجهة التطرف والإرهاب، وضبط العديد من الخلايا الإرهابية التي نفذت هجمات إرهابية، أو كانت تخطط لتنفيذها، كما يلعب المغرب دورا مهما في مجال الهجرة ، حيث أن جميع البلدان تدرك جيدا الدور المهم للمغرب في مجال تدبير تفقد المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء إلى أوروبا .
هذا، وقام وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان بزيارة رسمية للمملكة المغربية، حيث استقبل وزير الخارجية ناصر بوريطة أمس أمس السبت، نظيره الفرنسي لودريان.
وتمحور اللقاء حول القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وكذا تقييم العديد من مجالات الشراكة والمواعيد النهائية المقبلة بين البلدين.