تقرير: تضامن شعبي مع ضحية "التعاقد" والأحزاب "تتسلل" بين المشيعين

 توفي الإثنين الماضي عبدالله احجيلي، الذي قدم رفقة ابنته من مدينة أسفي، للمشاركة في وقفة احتجاجية يوم 24 أبريل في الرباط، خلال التصعيد الذي شهده بملف الأساتذةالذين فرض عليهم التعاقد، وهي الوقفة التي عرفت تدخلا أمنيا من أجل فضها، وأسفرت عن إصابات مجموعة من المشاركين من بينهم الراحل المذكور.
وفي جنازة مهيبة، استجاب آلاف الأساتذة لنداء التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، وتوافدوا على مدينة آسفي من مدن عدة للمشاركة إلى جانب مواطني المدينة، وعائلة الفقيد في مراسيم تشييع جثمان عبد الله الحجيلي، الأب الذي لقي حتفه أول أمس الإثنين بعد إصابته خلال مشاركته في مسيرة الأساتذة المتعاقدين شهر أبريل الجاري.
وحظيت الجنازة وواقعة وفاة أب أستاذة التعاقد بتعاطف كبير وواسع من قبل المغاربة على مواقع التواصل الإجتماعي الفايسبوك، حيث خط الغالبية كلمات مؤثرة ألحقوها بصورة من الجنازة المهيبة والحضور القوي لمختلف الأطياف والطبقات المشكلة للمجتمع وحتى السياسيون والمتحزبون الذين غابوا عن جلسات البرلمان لكنهم حضروا لإلتقاط الصور التذكارية خلال الجنازة.
وعاينت "بلبريس" من عين المكان وجود ممثلي العديد من الأحزاب السياسية سواء الممثلة في البرلمان أو المتواجدة خارجه، حيث انتقلت بعض الأطر الحزبية في مجموعات من العاصمة الرباط لحضور الجنازة بتوصيات شخصية من قادة أحزابهم لمواساة عائلة الضحية، فيما أختار حزب يتواجد في الحكومة بعث قيادي باسمه لتقديم التعازي لأسر الضحية ولممثلي التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد.
وفي ذات السياق، كشف مصدر من التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدون بأن المؤسسات التي أشرفت على التدخل الأمني ضد المسيرات الاحتجاجية السلمية للمتضررين هخي نفسها المسؤولة عن حادثة الوفاة، مشيرا إلى أن المعتاقدين عازمين على مواصلة نضالهم طلبا للإدماج، وتحديد المسؤوليات عبر تحقيق نزيه وشفاف حول التدخل الأمني الذي راح ضحيته الراحل عبد الله الحجيلي.
وأفاد المصدر ذاته، بأن الجميع عاين "تسلل" المتحزبين ضمن مشيعي الراحل، لكنهم نسوا بأن المغاربة واعون بوجود أحزاب "كارطونية" هدفها إنتخابي محض وليس التضامن مع الراحل وعائلته والمتعاقدين، حيث أن الأحزاب السياسية دورها هو دفعه المؤسسات الدستورية ومطالبتها القيام بأدوارها لخدمة المواطن المغربي وحمايته، أما المشاركة في الجنازة فالمواطنون البسطاء كفيلون القيام بذلك.
هذا، وأعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط عن فتح تحقيق قضائي حول ظروف وملابسات وفاة المواطن عبدالله احجيلي والد أستاذة "متعاقدة"، متأثرا بمضاعفات إصابته خلال إحدى الوقفات الاحتجاجية في الرباط، كما أمر الوكيل العام للملك بإجراء تشريح طبي على جثة الهالك لتحديد طبيعة الوفاة.