إهتمام بألمانيا بالنموذج المغربي حول الانتقال الطاقي

حظي النموذج الطاقي المغربي باهتمام كبير خلال المؤتمر الدولي "حوار برلين حول الانتقال الطاقي"، الذي اختتم أشغاله أول أمس الثلاثاء، ببرلين، حيث أكد المشاركون على نجاعة السياسة التي تنهجها المملكة في هذا المجال، معربين عن أملهم في تعزيز علاقات التعاون والشراكة بين المغرب وألمانيا، خاصة في ما يتعلق بالطاقات المتجددة.

وشارك الوفد المغربي، الذي ترأسه وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة عزيز رباح، في مختلف النقاشات والتظاهرات المنظمة في إطار هذا المؤتمر الذي يعد أحد أكبر المنتديات حول التحول في نظام الطاقة العالمي، والذي شهد هذه السنة حضور أزيد من 2000 مشارك وأزيد من 50 وفدا حكوميا رفيع المستوى من جميع القارات.

وسلط أعضاء الوفد الضوء على تجربة المملكة في مجالات الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية والانتقال الى التصنيع الطاقي وتطور البحث العلمي والشراكات مع المنظمات والدول والاتفاقات المستقبلية، وموقع المغرب كقاعدة للتبادل الطاقي والاستثمار. كما شكل المؤتمر الذي نظم على مدى يومين، فرصة للوفد المغربي لاثارة التحديات المستقبلية من قبيل رقمنة النظام الكهربائي، وتخزين الطاقة الكهربائية المتأتية من الطاقات المتجددة، والطاقات المستقبلية التي بدأت تثير اهتمام المغرب مثل الهيدروجين وصناعة البطاريات.

من بين التحديات الأخرى التي تم طرحها، الربط الكهربائي الذي يشهد تقدما متسارعا وكيفية استفادة الدول الصاعدة من الاقتصاد الطاقي والصناعة الطاقية والبحث العلمي، وإمكانية تحول بعض البلدان مثل المغرب الى دول مصدرة للكهرباء والطاقة.

وعقد وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة سلسلة من الاجتماعات والمباحثات الثنائية على هامش أشغال المؤتمر، مع عدد من الوزراء من مختلف البلدان المشاركة ومسؤولي منظمات دولية وفاعلين بارزين في مجال الطاقة.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال رباح إنه كان هناك اهتمام كبير بالتجربة الطاقية المغربية، مضيفا أنه خلال اجتماعاته مع العديد من الوزراء المشاركين في المؤتمر، تم التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون وبرمجة بعض الانشطة المشتركة في المستقبل.

ولفت إلى أنه عقد اجتماعين مهمين الاول مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة حيث تم الاتفاق على برنامج لعرض التقرير حول المغرب قريبا والاتفاق على التعاون الثلاثي بين المغرب والوكالة وافريقيا، والثاني مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقات المتجددة فرانسيسكو لا كاميرا والذي تمحور حول التعاون بين الجانبين وحضور المغرب في هاتين المنظمتين. وأشار فرانسيسكو لا كاميرا خلال لقائه بالوزير المغربي إلى أن الوكالة " بلورت مقاربة تنبني على الفعل وأنها ستعتمد على المغرب، البلد النموذجي الذي أثبت أن كل شيء ممكن، من أجل تنزيل هذه المقاربة ".

من جانبه، قدم رباح للوكالة مقترحات ملموسة ستتم دراستها في الاسابيع المقبلة.كما اتفق الجانبان على عقد جلسات عمل قريبا لمواصلة التبادل وتفعيل المبادرات المشتركة في مجال الطاقات المتجددة.

وفي إطار فعاليات المؤتمر، شارك الوزير في جلسة نقاش حول "مستقبل محطات توليد الطاقة"، والتي أكد خلالها على أن المغرب يسعى الى أن يصبح مركزا إقليميا لإنتاج الطاقة والطاقات المستقبلية وتصديرها.

وأبرز رباح أن المغرب يعد حاليا نموذجا للنجاح في مجال الانتقال الطاقي، حيث رفع من سقف طموحاته لبلوغ نسبة 42 في المائة من حصة الطاقات المتجددة في أفق 2020 و52 في المائة في أفق 2050.