في واقعة أثارت الكثير من الجدل الممزوج بالغضب في جهة كلميم وادنون، امتد صداها إلى بعد وطني، شهدت مقبرة بجماعة لقصابي حدثًا غريبًا ومستفزًا، بعدما عمد انفصاليون إلى استغلال مراسيم دفن أحد الأشخاص لرفع خرقة البوليساريو وترديد شعارات انفصالية.
وحسب معطيات محلية متطابقة حصلت عليها بلبريس، فإن الأمر يتعلق بجنازة شخص معروف بولائه للطرح الانفصالي، حيث تم استغلال لحظة التشييع لتحويلها إلى مناسبة سياسية مفتعلة.
وقد تم توثيق الواقعة في مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، أثار استنكارًا واسعًا واعتبره الكثيرون عملاً استفزازيًا يستوجب التعامل الحازم معه، خصوصًا أنه وقع داخل مجال ترابي خاضع لنفوذ السلطات، فيما حاولت عناصر الجبهة الانفصالية الترويج له كنصر مزعوم بعد سلسلة الإخفاقات الدبلوماسية التي راكمتها في المحافل الدولية.
وفي تصريح خاص لـ بلبريس، أوضح محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن ما وقع يعكس في جوهره المناخ الحقوقي والديمقراطي المنفتح الذي تنعم به الأقاليم الجنوبية، والذي يتيح حتى للقلة الانفصالية المعزولة التعبير عن مواقفها الشاذة والمتسمة بخطاب الكراهية والتحريض على العنف”.
وأضاف محمد سالم في تصريح لبلبريس، أن “هذه الحوادث تكشف في الوقت ذاته عن ضعف التأطير الذي تعيشه البوليساريو في الداخل، حيث بالكاد تستطيع تجميع عناصر معدودة في الأقاليم الجنوبية، كما توضح الاستغلال السياسوي الضيق الذي تلجأ إليه الجبهة من خلال استغلال المناسبات الاجتماعية والإنسانية مثل لحظات التأبين لتمرير رسائلها المرفوضة شعبيًا، وهو ما يحيل على حالة العزلة والإفلاس الأخلاقي التي تعيش على وقعها الجبهة الانفصالية”.
وأكد المتحدث أن فشل البوليساريو في محاولاتها للتصعيد العسكري وسقوط دعايتها الحربية المزعومة، يفسر لجوءها إلى تسريب بعض عناصرها داخل الفضاءات المدنية والمناسبات الاجتماعية، مما يعكس حالة العجز التي تعيشها الجبهة، ويؤكد تفكك مشروعها الانفصالي الذي لم يعد يتجاوز حدود خطاب وهمي عن حرب مزعومة”.
كما شدد على أن محاولاتها إذكاء ما تسميه “بوليساريو الداخل” لا تعدو أن تكون محاولة بائسة لإحياء وهم ميت، وأن مساعيها للتغلغل في جهة واد نون أو في مناطق أخرى خارج النزاع المفتعل، تكشف فشلها الأوضح في معاقل النزاع الأساسية، أي الساقية الحمراء ووادي الذهب، حيث يظهر الانكماش والتفكك الكبير لما يسمى بخلايا الداخل”.