في إطار الدينامية الدبلوماسية التي تشهدها علاقات المملكة المغربية مع شركائها الدوليين، أجرت السفيرة سميرة سيتايل، سفيرة المغرب لدى الجمهورية الفرنسية، مباحثات رسمية مع سفير جمهورية الصين الشعبية بفرنسا، دينغ لي.
وتمحورت هذه المباحثات، وفق ما ذكرته سفارة المغرب بفرنسا في بلاغاطلعت عليه "بلبريس"، حول سبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية، والتي تعززت بفضل الشراكة الإستراتيجية التي وقعها البلدان سنة 2016.
وقد أشاد الطرفان بجودة العلاقات الثنائية وبمستوى التنسيق القائم بين البلدين في مختلف المجالات، مؤكدين على ضرورة مواصلة توسيع مجالات التعاون الثنائي بما يخدم المصالح المشتركة.
وشكل هذا اللقاء مناسبة لتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون جنوب-جنوب، وأدوار الدول النامية في صياغة معالم نظام عالمي أكثر عدالة وتوازنًا، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية الراهنة، كما اتفق الطرفان على مواصلة التنسيق داخل المحافل الدولية متعددة الأطراف، ودعم مبادرات التنمية المستدامة والحوكمة الشاملة.
وتعكس هذه المباحثات الدينامية المتواصلة التي تشهدها العلاقات المغربية الصينية، والتي عرفت خلال السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في عدة قطاعات، من ضمنها البنيات التحتية، والقطاع الصحي، والبحث العلمي، والاستثمار، والتعاون الأمني، إضافة إلى المبادلات الثقافية والأكاديمية. ويأتي هذا التقارب في سياق حرص المغرب على تنويع شراكاته الاستراتيجية وتعزيز حضوره الدبلوماسي في المحيطين الإقليمي والدولي.
جدير بالذكر أن المغرب كان من أوائل البلدان التي انخرطت ضمن مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقتها الصين سنة 2013، مما فتح آفاقًا واسعة لتعزيز التعاون الاقتصادي واللوجستي بين البلدين، وجعل المغرب بوابة استراتيجية للاستثمارات الصينية نحو إفريقيا وأوروبا.
وتندرج هذه اللقاءات في إطار المساعي الرامية إلى تحصين الشراكات المغربية مع القوى الفاعلة على الساحة الدولية، وتعزيز مكانة المملكة كفاعل موثوق به في إرساء السلم والتنمية إقليميًا ودوليًا.