يشهد حزب الأصالة والمعاصرة “البام” منذ مدة صراعات داخلية حادة، كان آخر فصولها الصدام الذي وقع بين صلاح الدين أبو الغالي، العضو الثالث في القيادة الجماعية للأمانة العامة، وعضو المكتب السياسي، سمير كودار، خلال اجتماع للمكتب السياسي مساء الخميس 13 يونيو الجاري.
وأفادت مصادر لـ”بلبريس”، أنّ الصدام اندلع على خلفية انتقادات وجهها كودار لأداء أبو الغالبي واتهامه بـ”التفرد بالقرار” و”التسلط” داخل الحزب، وردّ الأخير على هذه الاتهامات بغضب، متهماً كودار بـ”التمرد” و”محاولة زعزعة استقرار الحزب”.
كما أن العلاقات بين الطرفين ساءت وتحتاج إلى تدخل صارم من فاطمة الزهراء المنصوري حتى تعود المياه إلى مجاريها وتجنيب اجتماعات المكتب السياسي، مستقبلا، المزيد من الانشقاقات، خصوصا أن المنصوري، تراهن على قيادة الحكومة المقبلة.
وتشير هذه التطورات إلى أنّ “البام” يعيش أزمة قيادة عميقة، تُهدد وحدته وتماسكه، ويأتي ذلك في وقتٍ يواجه فيه الحزب تحديات كبيرة، على رأسها الاستحقاقات الانتخابية القادمة، وتراجع شعبيته في أوساط الرأي العام.
بعض المواقع التنظيمية للحزب في بعض الأقاليم تعيش على وقع تصفية حسابات وصلت إلى حد محاولة توريط برلماني في قضية أخلاقية، لولا تدخل بعض العقلاء في الحزب.
وتراقب لجنة الأخلاقيات داخل الحزب، برئاسة محامية وبرلمانية، هذه الصراعات بقلق، محذرة من أن استمرارها قد يؤدي إلى إضعاف الحزب وتراجع نتائجه في الانتخابات المقبلة.
وينتظر “الباميون” و”الباميات” بترقب كبير أسماء الأعضاء الخمسة الذين ستختارهم القيادة الثلاثية لإضافتهم إلى تشكيلة المكتب السياسي، على أمل أن يساهموا في تهدئة الأوضاع وإعادة الحزب إلى مساره الصحيح.