بعد ليلة قضتها ساكنة مختلف أحياء مدينة سلا في التبضع تحسبا للإضراب الذي يخوضه التجار الصغار اليوم، تعيش ساكنة بعض الأحياء بالمدينة أجواء عادية، بسبب التدابير الاستباقية التي قامت بها، عبر التبضع مساء أمس، وعدم انخراط كافة التجار في إضراب اليوم.
"بلبريس" وقفت صباح اليوم على محلات تجارية تمارس نشاطها التجاري بشكل عادي، أمام إقفال تام لمحلات البقالة، فيما لم يحس أغلب المواطنين لحدود منتصف اليوم بأي تأثير للإضراب على حياتهم اليومية.
محلات الجزارة والمحلبات ومحلات بيع الحلويات والمقاهي ومحلات الهواتف والأكلات السريعة تستقبل زبنائها بشكل طبيعي بكل من حي بطانة وتبريكت بسلا.
الحاج محمد بائع متجول للفواكه، أكد من خلف عربته المهترئة لـ "بلبريس" أن ما يجري لا يعدو أن يكون مسرحية بين النقابات والحكومة من أجل مصالح ضيقة »، « أنا أبيع لزبنائي بشكل طبيعي، ولم ألاحظ أي تغيير باستثناء إغلاق بعض المحلات، وكأنه يوم الأحد بالحي »، حسب تعبير الحاج.
من جانبه، استنكر علي أوبن لحسن مسير محل للمواد الغذائية ما وصف بخيانة بعض مالكي المحلات للحمة التي تجمع التجار من خلال الالتفافا حول نداء النقابات، التي تحتج ضد « الفوترة الالكترونية » و »الزيادة في الضرائب »، مشيرا إلى أن ضحية « هذه الاجراءات التي تحاول الحكومة تمريرها ستضر ا١ساسا بالمستهلك عبر الزيادة في الأسعار، لأن التاجر يضل وسيطا فقط، يضيف المصدر.
وردا على سؤال « الجريدة » حول بيان لإحدى نقابات التجار بسلا، دعت إلى إلغاء الإضراب، يعد حصول اتفاق نقابات التجار مع الحكومة، شدد أوبن لحسن على أن هدف التجار هو « إسقاط المقتضيات الجديدة ولو تطلب الأمر سحب الأموال من الأبناك ».
وفي تصريح آخر قال ح.أ « لا يمكنني أن أقفل محلي لالتزامي منذ عقود مع مختلف الفئات من الزبناء، لا يتناولون فطورهم دون شراء الحلويات والخبز، مشيرا إلى أن « الحكومة تؤكد أن التاجر الصغير غير معني بالمستجدات الضريبية من قبيل الفوترة الالكترونية ».
الإضراب بسلا، شمل كذلك أغلب المخبزات التي توزع منتوجاتها على محلات البقالة، بيد أن النساء اللواتي ينتجن « خبز الدار « ، اغتنمن الفرصة لترويج منتوجهن بشكل سريع، بدل الانتظار في الشارع طيلة اليوم، كما يعشن دائما.
وجاء قرار الجمعية، حسب مصادر متطابقة، بعدأن أثار إعادة نشر بلاغ سابق للمكتب الإقليمي للقنابة الوطنية للتجار والمهنيين بسلا ،الداعي لاضراب محلي، بصفحات التواصل الإجتماعي، وتعميم انتشاره عبر تطبيق « واتساب »، البلبلة في أوساط التجار، خرج المكتب الاقليمي مجددا لإعادة نشر بلاغ سابق له يتعلق بإلغاء إعلان الإضراب .
وفي السياق ذاته، رفضت جمعية الوفاق لتجار مدينة سلا الدعوة للإضراب، موجهة مراسلة رسمية للسلطات المحلية في الموضوع. فيما كانت النقابة دعت إلى إلغائه سابقا وعدم تنفيذه، وأبرأت ذمتها من أي محاولة تستغل شعار النقابة للترويج للإضراب.