فيتش : النفوذ الجزائري يتراجع في الساحل أمام مبادرة الأطلسي المغربية

 

اعتبرت مؤسسة فيتش أن محاولة المغرب في تعزيز علاقاته الاقتصادية مع دول الساحل ستقيد النفوذ الجزائري المتراجع في المنطقة، مشيرة إلى أن المملكة قدمت خطة لمالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد تهدف إلى تشجيع وصولهم إلى المحيط الأطلسي عبر الموانئ المغربية.

وأورد تقرير المؤسسة أن خطة المغرب لهذه الدول ستربط هذه الأسواق من خلال شبكات الطرق بميناء الداخلة في الصحراء المغربية وهي الموانئ التي قامت بتطويرها بعد توقيعها لمذكرة تفاهم مع الإمارات.

وبشكل عام، يضيف تقرير “فيتش”، قد يؤدي ذلك إلى زيادة المغرب لعلاقاته الاقتصادية مع أسواق الساحل، وتعزيز شراكته الاستثمارية مع الإمارات العربية المتحدة، والحد من نفوذ الجزائر في المنطقة.

وفي السياق ذاته، قال المصدر ذاته إن تراجع نفوذ الجزائر في مالي والنيجر سيؤدي إلى زيادة المخاطر الأمنية على طول حدودها، مشيرا إلى أنه في 26 يناير من العام الجاري، اعلنت السلطات المالية إنهاء اتفاق السلم والمصالحة مع الانفصاليين في مالي، والمعروف بـ”اتفاق الجزائر السلام” بعد اتهماها النظام الجزائري بالتدخل في شؤونها الداخلية.

وفي النيجر، رفض المجلس العسكري جهود الوساطة الجزائرية في أكتوبر 2023 للتوسط في حل دبلوماسي لإعادة النيجر إلى الحكم المدني. بعد أن رفضت الجزائر في البداية الاعتراف بالنظام العسكري، قبل أن تعترف في نهاية المطاف بالإدارة الجديدة للنيجر.

وخلص التقرير إلى أن تضاؤل نفوذ الجزائر في منطقة الساحل، وعدم قدرتها على تقديم ضمانات مستدامة لحل دبلوماسي في مالي والنيجر، سيزيد من المخاطر الأمنية على طول حدودها.  مما سيشكل مخاطر متزايدة من توغل الجماعات المتطرفة والانفصاليين الطوارق في الجزائر.

وتشترك الجزائر في حدود طويلة مع مالي والنيجر، وهي حدود سهلة الاختراق نسبيا ويصعب السيطرة عليها، وهو سيشعر الجزائر بالقلق إزاء استغلال الجماعات الإسلامية لتوسيع نفوذها حول الحدود الجنوبية للجزائر.

وأوضح التقرير أن تراجع النفوذ في منطقة الساحل سيؤثر أيضا على علاقات الجزائر مع الإمارات، مما يجعل الجزائر أكثر عزلة على الساحة الدبلوماسية الدولية.