السفير الفرنسي : مغربية الصحراء قضية وجود ''existence ''للمغرب ويعلن عن ربيع جديد بين المغرب وفرنسا
قال كريستوف لوكورتيي، سفير فرنسا في المغرب ، إن العلاقات المغربية الفرنسية "تعرف ربيعا مزهرا في الآونة الأخيرة، وأن "صفحة جديدة قد فُتحت بين البلدين، عنوانها هو التوازن والاحترام المتبادل ومواجهة التحديات المشتركة".

جاء ذلك في محاضرة ألقاها السفير الفرنسي، اليوم الخميس، نظمتها كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال بالعاصمة الرباط، ذكر فيها أن "حبل الشراكة يزداد متانة بين فرنسا والمملكة المغربية"، مؤكدا على أن "المغرب هو الصديق الأول والأساسي لفرنسا بالقارة الأفريقية".
اللقاء الأكاديمي الذي عرف حضورا واسعا من أساتذة وأكاديميين في العلاقات الدولية، استعرض فيه لوكورتيي جوانب متعددة ومحطات بارزة في تاريخ العلاقات المغربية الفرنسية وتطوراتها منذ الاستقلال وحتى اليوم، مشيرا إلى أن "فرنسا وقفت مع المغرب في كل المحطات التاريخية والسياسية التي مر منها وفي كل أزماته، وحتى خلال فترة حرب الصحراء".

كما عبّر سفير فرنسا في المغرب خلال حديثه عن سعادته حيال ما تنهجه حكومة بلاده الجديدة من سياسة خارجية هدفها هو التقارب مع المغرب، وإصلاح لما سماه ب "أخطاء الماضي"، ملفتا إلى أن بلاده "تفتح أعينها اليوم على واقع جديد يتسم بإرساء علاقات استراتيجية مختلفة وعميقة مع المغرب وترسيخها لعقود طويلة".
وخلال المحاضرة الأكاديمية استُحضر موضوع الصحراء المغربية التي تُعد النظارة التي يرى بها المغرب علاقته مع دول العالم بناء على موقفها من هذا الملف، وفي هذا الصدد أشار لوكورتيي إلى أن "فرنسا تُدرك وتفهم جيدا ما قاله العاهل المغربي محمد السادس في خطاب 20 غشت 2022"، مشددا على أن باريس "تعرف بوعي دقيق دلالات ومعاني كل ما أعلنه الملك المغربي في خطاباته السابقة، وما يحمله من تحولات كبرى في منهجية السياسة الخارجية المغربية تجاه بلدان العالم".

وفي خضم حديثه حول بوادر "الربيع المزهر" للعلاقات المغربية الفرنسية، أكد السفير الفرنسي على أن "الزيارة الأخيرة لوزير خارجية بلاده للمغربة والتي تُعد الأولى له بالقارة الافريقية هي إشارة جادة وواضحة للتأكيد على مكانة المغرب بالنسبة لفرنسا"، مردفا أن "الصداقة الفرنسية المغربية تُبنى اليوم وفق رؤية تتماشى مع موقع المغرب دوليا ومع المسار التحولي الكبير الذي يقوده الملك المغربي"، وهو ما يفرض مبادئ "الاحترام المتبادل" بين الدولتين وفق تعبيره.
وذكر المتحدث ذاته أن "العلاقات الممتازة بين المغرب وعدد من الدول الأوروبية هو أمر يصب في مصلحة فرنسا، معتبرا أن بلاده "ليست معزولة عن التوجهات الأوروبية الإيجابية والمتواصلة تجاه المغرب"، وأنه في "إطار التكامل داخل الاتحاد الأوروبي بين دول القارة الشمالية، فإن فرنسا تعني أوروبا والعكس صحيح".
كريستوف لوكورتيي الذي قدم أوراق اعتماده كسفير مفوض فوق العادة لفرنسا أواخر سنة 2022، لم يتوانى في التذكير بأن "طموحات وآفاق العلاقات المغربية الفرنسية هي كبيرة وتمتد إلى كل المجالات الحيوية المشتركة"، مشددا بذلك على ما تعنيه وما تحمله كلمة "التقدم في العلاقات الثنائية" في قاموس العلاقات الدولية من الناحية الأكاديمية والعملية".
وخلال جوابه على أسئلة الحضور من طلبة وأساتذة جامعيين، ذكر ذات سفير فرنسا في المغرب أن "فرنسا يهمها بالدرجة الأولى تحقيق الاستقرار في بلدان المنطقة المغاربية، لما تحمله من "أهمية جيوسياسية وثقافية وتاريخية بالنسبة لبلاده"، مُبرزا أن "العلاقات بين فرنسا والدول الأوروبية عموما تمر من هذه البلدان وعلى رأسهم الحليف الأساسي وهو المغرب".
واختتمت الندوة الأكاديمية التي عرفت حضورا ملفتا بتقديم بورتريه لسفير فرنسا في المغرب الذي جدد التعبير عن سعادته باهتمام شريحة كبيرة من المغاربة بمستقبل العلاقات المغربية الفرنسية والطموحات الكبرى لخلق مسار ثنائي جديد، يتسع لميادين الاقتصاد والسياسة والثقافة وكل المجالات الحيوية.
تجدر الإشارة إلى أنه قبل حوالي شهر، أكد وزيرا خارجية البلدين من الرباط على العزم لطي صفحة الأزمة الدبلوماسية التي طبعت العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة، خاصة بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء أمام دول العالم، وما تلاها من "أزمة التأشيرات للمغاربة المتجهين إلى فرنسا".
وتتطلع أوساط سياسية وأكاديمية مغربية واسعة، أن تكون ثمار الربيع الجديد للعلاقات المغربية الفرنسية، هي الاعتراف الفرنسي الصريح بمغربية الصحراء على غرار دول كبرى بالعالم كالولايات المتحدة، وتأكيدها على أن "مقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية" هو الحل الشامل والواقعي للنزاع المفتعل، وأن تتوقف عن القفز بين حبال التوتر المشدودة بين المغرب والجزائر.https://youtu.be/qAj2AN-dyeA