سوسيولوجيون أتراك يدعون بالرباط إلى التحرر من التبعية الفكرية

أجمع جامعيون أتراك على كون تاريخ العلاقات بين المغرب وتركيا علاقات متشابهة، كما هي من حيث الطقس والثقافة والتاريخ، مما يجعل التحديات الراهنة  أيضا متشابهة، وتقتضي التنسيق والتعاون لمواجهة هذه التحديات على المستوى الإجتماعي والعلوم الإجتماعية.   

وقال رئيس جامعة إبن خلدون باسطنبول رجب شانتورك، في معرض حديثه عن  التفاعل الفكري المغربي التركي، مساء أمس بكلية الآدب والعلوم الإنسانية بالرباط، دفاعا على مثانة العلاقات التي تجمع المملكة المغربية بالجمهورية التركية،  إن البحث عن التجديد وترك التراث غين ممكن  لأنه يشكل جدور الثقافة والفكر،  مبرزا دور اللغة العربية، تاريخيا،  في تسهيل الشراكة بين البلدين.

وشدد المتحدث، في الملتقى المنظم من لدن فريق البحث وتكوين الدكتوراه في الفكر الإسلامي المعاصر وقضايا المجتمع والبيئة في العالم المتوسطي،  على كون فكر إبن خلدون، يعتبر حاليا بديلا للعلوم الإجتماعية الغربية المتصفة بالمركزية الأوروبية،  والذي، عوض إن نمدحه، لابد أن من إتباث إنه قادر على تقديم هذا البديل، مشيرا إلى أن العالم البشري خاصة العربي والتركي يؤمن اليوم بأن التفكير الخلدوني يساعد أكثر في فهم الواقع والمشاكل الاجتماعية وإيجاد حلول أفضل.

ودعا رئيس الجامعة علماء المغرب وتركيا وباقي أنحاء العالم إلى التحرر  من التبعية الفكرية والحصول على الاستقلال الفكري ف يمجال العلوم الاجتماعية، مضيفا أن فكر إبن خلدون يساعد كرمز على هذا التحرر، خاصة أن  هناك تشابه في الواقع الاجتماعي الذي يعاني ممنه المجتمع التركي والمغربي، ويمكن لعلماء  الاجتماع أن يتعاونوا في البحث عن هذه المشاكل من منظور مقارن لتقديم حلول أفضل.

من جانبه، قال برهان كور أوغلو، عميد كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية فيجامعة إبن خلدون بإسطنبول، إن العالم الإسلامي رغم أنه اكتسب حريته السياسية إلا أن هذا الاستقلال لم يرق إلى المستوى المطلوب من حيث التراكم العلمي والسياسي والفكري.

وأبرز أوغلو، الذي قارن تجارب عدد من المفكرين المغاربة والأتراك،  في مجال إحياء الفكر الإسلامي وتوظيفه من أجل حل لمشاكلهم الفكرية والاجتماعية والثقافية، ودور  حركة الترجمة بين تركيا والمغرب  في تقريب وجهات النظر بين العالمين وتأثيرها على الحركة العلمية والاكاديمية في تركيا.

وخلال هذا اللقاء، الذي اختتم بتكريم الفيلسوف المغربي المفكر طع عبد الرحمان، أكد أستاذ الفلسفة الإسلامية، الذي ترجم إلي اللغة التركية جل مؤلفات محمد عابد الجابري، مساهمة المفكرين المغاربة  في إغناء المكتبة التركية بفضل ترجمة كتاباتهم.