بعد أسابيع قليلة من الإفتتاح الرسمي للبرلمان بمجلسيه، بدأت الصراعات الخفية والإختلاف البين في مواقف المنتمين للأحزاب السياسية المغربية سواء منها المتحالفة في الحكومة الحالية برئاسة سعد الدين العثماني أو المعارضة، عقب التصريحات المتبادلة بين السياسيين في التجمعات الصيفية لشبيباتهم.
وفي اخر فصول الصراع اللفظي بين القطبين الرئيسيين في التحالف الحكومي حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار، كشف"مصطفى بايتاس" عضو المكتب السياسي لحزب الحمامة بأن تواجد حزبه في الحكومة جاء بقرار سيادي للحزب وفقا لميزان القوة وليس صدقة من حزب العدالة والتنمية".
وأضاف بايتاس في تدوينة على حائطه بالفايسبوك ردا على رسالة "لسليمان العمراني" نائب الامين العام "للبيجدي" بكون تصريحات رشيد الطالبي العلمي لاتدخل في إطار ميثاق الأغلبية الحكومية "لكون الميثاق جاء واضحا متعلقا بتنسيق العمل الحكومي وعمل الأغلبية ولم يتحفظ على إبداء أي طرف لآرائه السياسية، وإلا كنا أول من يغضب عندما كان قياديون كبار عندكم يتناوبون على مهاجمتنا بشكل منتظم وعنيف، من شيوخ ونساء و شباب، وكنا عندها نحفظ الود ونترفع عن صغائر السياسة" وفق بايتاس.
وقال بايتاس وفق تدوينة على حائطه بالفايسبوك في رسالة موجهة لسليمان العمراني "فليكن ما تشاؤون، ولنجعل من مواجهاتنا على حلبة يرقبها الملأ ويشاهدها المغاربة، للتناظر والمحاججة دون خوف أو ريب، فقد ولى بدون رجعة زمن الطرق السياسية السيارة بدون محطات أداء، ولكل دفع منكم تعقيب منا يليق به وبمصدره".
وأوضح بايتاس على حسابه بالفايسبوك بكون "التجمع الوطني للأحرار حزب الإلتزام بالعهود ولكم أن ترجعوا لتاريخ تحالفاتنا السياسية خصوصا في زمن التناوب، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينجر إلى "صراع الديكة" الذي يحاول بعض قياديي العدالة والتنمية أن يجرنا إليه"، مؤكدا بأن ما يقوم به اعضاء "البيجدي" هو الضرب "تحت الحزام بجميع فنون الحرب بما من شأنه أن يقوض مبدأ التماسك والتضامن الحكومي، من خلال تهجمهم على التجمع الوطني للأحرار واستهداف قيادته، بشكل مستفز وبأسلوب غير مقبول، تعدى المواقف السياسية وحاول تلطيخ سمعتها والمس بكرامتها وحقوقها".
ويرى العديد من المتتبعين للشأن السياسي والحزبي، بأن الرسائل الاخيرة لقادة الاحزاب السياسية سواء منها الحكومية او المعارضة، سيحيي التلاسنات السابقة بين الفاعلين السياسيين خاصة حزبي البام والبيجدي إبان عهد كل من الامينين العامين على التوالي "الياس العماري" و "عبد الاله بنكيران"، حيث أكد مصدر حزبي بأن الحل هو مناظرة سياسية بين الفرقاء باستعمال الدلائل والحجج وليس بالعودة الى "الشعبوية" عبر دغدغة المشاعر وتبرئة الذمم من الاشكالات العويصة التي تعيشها المملكة ويدفع ثمنها المغاربة.