عاد المحامي حاتم بكار في ندوة اختتام برنامج نوابك للإعلام البرلماني "قراءة في التعديلات المقترحة لقانون الصحافة والنشر"، في بحر هذا الأسبوع، إلى القضية التي رفعتها جهة ليبية لمحاسبة صحافيين بسبب مقالات حول معمر العقيد القذافي في سنة 2009، لإنتقاد "سلطة الملائمة عند النيابة العامة".
وقال بكار في كلمته الجمعة الماضي، أن "مكتب الأخوة العربي الليبي أرسل شكاية لوزارة الخارجية المغربية احتجاجا على ما أسماه سب صحفي مغربي لرئيس الجمهورية معمر القذافي، وعندما تحولت الشكاية إلى وزارة العدل أزيل إسم محمد العربي المساري وزير الاتصال السابق صاحب التصريح، ووضع بدله الصحفي يونس مسكين كاتب المقال".
وأوضح الفاعل الحقوقي سبب إيراده لمثال قضية معمر القذافي للتأكيد على "خُطورة سُلطة الملائمة عند النيابة العامة الموجودة في القانون الجنائي، والتي كانت مقيدة في قانون الصحافة والنشر، مبرزا أنه في حالة القذافي يجب متابعة "مدير النشر وصاحب التصريح في حين اتجهنا لصاحب المادة لمحاسبته، ودخلنا في جلسات عبثية".
وعن التعديلات المقترحة لقانون الصحافة والنشر، أورد المحامي أن التعديل المُقترح سيجعل الصحفي تحت طائلة القانون الجنائي، والعقوبات السالبة للحرية دون تُمتعهم بضمانات الواردة في القانون"، معتبرا حسب رأيه أن "كل الضمانات التي يجب أن تتوفر بالنسبة لي في القانون فيها مساس كبير".
وانتقد المتحدث ذاته، متابعة أربعة صحفيين "بتهمة التسريب من لجان المؤسسة التشريعية، الذي هو خبر ومن حق المواطنين أي يطلعو عليه والمساهمة في النقاش"، ومن جهة أخرى أشار أنه "تفرض علينا شكاية مباشرة، وأن أي واحد تضرر من مقال صحفي يتم فرض شكاية مباشرة التي لم يتم التنصيص عليها بشكل واضح، وأيضا يطلب إحضار ملف الملائمة، وهذا ما يجعل عدد من المعيقات على مستوى الممارسة المسطرية".
وتابع بالقول: إن "استعمال القانون في بعده السياسي يصير تفاوضا، وأن الصحفي ليس له قوة، ولابد من تجويد القانون الحالي، وأنه لايجب تهريب المقتضيات التي تكفل الضمانة للصحفيين والصحفيات أثناء ممارستهم لمهنة الصحافة بمهنية، ولا يمكن لهم أن يتعرضوا لعقوبات سالبة للحرية، ولا أتحدث عن الخطأ لأنه وارد في جميع المجالات".
وتجدر الإشارة، أن "مكتب الأخوة العربية" التابع للسفارة الليبية بالمغرب، رفع دعوة قضائية ضد ثلاث صحف مغربية تتهمها بإهانة كرامة الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي، وضمت الشكايات مقال لزميل يونس مسكين بسبب عبارة محمد المساري وزير الاتصال السابق، الذي قال إن "الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز له مواقف طفولية تشبه مواقف الرئيس الليبي معمر القذافي خاصة ما يتعلق بالموقف من الولايات المتحدة الأميركية"