وضعت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالبيضاء، أمس (الجمعة)، الأم المتهمة بقتل أبنائها الثلاثة داخل شقة راقية بالحي الحسني، تحت الحراسة النظرية، من أجل تعميق البحث، بعدما استفاقت من الغيبوبة بعد محاولة انتحار فاشلة.
وحسب مصادر “الصباح”، فإن الشرطة عثرت على الأم الشابة، وهي في غيبوبة، داخل شقتها، أول أمس (الخميس)، وبجانبها جثث أبنائها الثلاثة، ليتم نقلها إلى المستشفى الحسني. وبحكم تدهور حالتها الصحية، لمحاولتها الانتحار بقطع شرايين معصمها، وتناولها مادة مخدرة، إضافة إلى طعن نفسها بآلة حادة، تم نقلها إلى المركز الاستشفائي ابن رشد، حيث استعادت عافيتها بعد خضوعها لعلاج مكثف.
وحسب مصادر “الصباح”، فإن الأم ربة بيت، كانت على خلافات حادة، منذ ثلاثة أشهر، مع زوجها، الذي يعمل في مجال المعلوميات، ووصلت حدة الخلاف بينهما إلى تصميم الطرفين على الطلاق، إذ لم تشفع تدخلات أسرتيهما والمقربين وإنجابهما الأطفال الثلاثة البالغين من العمر تسع سنوات وسبعا وثلاثا، في طي هذا الخلاف الذي كان يستفحل يوما بعد آخر. وأضافت المصادر أن الزوج كان يتكلف بجميع متطلبات الأسرة، التي كانت تعيش مستوى متميزا، إذ تقطن في شقة بإقامة راقية بالحي الحسني، مجاورة لملعب شهير للتنس، بل الأكثر من ذلك أن الزوج كان يخطط لتهجير أبنائه الثلاثة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لضمان مستقبل أفضل لهم.
وحول ظروف الجريمة، كشفت المصادر أن المتهمة دخلت في خلاف حاد مع زوجها، أول أمس (الخميس)، لتقرر التخلص من أبنائها والانتحار، إذ عمدت في البداية إلى تحرير رسالة تبرر فيها رغبتها في الانتحار، لتقوم بعدها بمنح أطفالها عقاقير طبية مخدرة، وبعد أن فقدوا الوعي، قامت بقطع شرايين معاصم أيديهم بآلة حادة، وظلوا ينزفون دما إلى أن فارقوا الحياة، وبعدها قطعت شرايين معصمها بالآلة الحادة نفسها، قبل أن تطعن نفسها في البطن، لتسقط مغمى عليها قرب جثث أبنائها الثلاثة.
وتم إشعار الشرطة بالجريمة، التي داهمت الشفقة لتعثر على الأطفال الثلاثة جثثا، وبجانبهم أمهم، التي تبين أنها في حالة غيبوبة، ليتم نقلها إلى مستعجلات المستشفى الحسني، ومن ثم إلى المركز الاستشفائي ابن رشد، حيث وضعت تحت العناية المركزة، في حين نقلت جثث الأطفال إلى مصلحة الطب الشرعي لتشريحها.
ودخلت المصلحة الولائية للشرطة القضائية على خط القضية، إذ فتحت بحثا تمهيديا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، تم في بدايته تعميق البحث مع الزوج لتحديد ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية، فضلا عن إخضاع الرسالة الخطية وكذا المحتويات الرقمية، التي تبادلتها الأم مع عائلتها قبل وقوع هذه الأفعال الإجرامية لخبرة تقنية ومعلوماتية، وللتحقق من فرضية القتل المقرون بمحاولة الانتحار.
مصطفى لطفي
المصدر : جريدة الصباح