أبان خطاب العرش لهذه السنة -كالعادة- عظمة جلالة الملك وانسانيته وإحساسه بما يحس به شعبه، وهذا امر طبيعي لأنه ملك ابن ملك ابن ملك.
وهو ما تجسد في قول جلالته مخاطبا شعبه: ‘’تعرف جيدا أنني لن أكون راضيا، مهما بلغ مستوى التنمية الاقتصادية والبنيات التحتية، إذا لم تساهم، بشكل ملموس، في تحسين ظروف عيش المواطنين، من كل الفئات الاجتماعية، وفي جميع المناطق والجهات. لذا، ما فتئنا نولي أهمية خاصة للنهوض بالتنمية البشرية، وتعميم الحماية الاجتماعية، وتقديم الدعم المباشر للأسر التي تستحقه’’.
إنها قمة القيم الإنسانية و تجسيد نبل حكم الملوك، ملك يخاطب شعبه بمناسبة عيد العرش بأنه لن يكون راضيا مهما بلغ مستوى التنمية الاقتصادية والبنيات التحتية التي تعرفها المملكة اذا لم تكن لها اثر ا على ظروف عيش المواطن .
بل ان جلالته تأسف عن كون بعض المناطق، لاسيما بالعالم القروي، ما زالت تعاني من مظاهر الفقر والهشاشة، بسبب النقص في البنيات التحتية والمرافق الأساسية.
وهو ما يتعارض وإرادة جلالته في تعزيز التنمية الاجتماعية، وتحقيق العدالة المجالية.
وقد لخص جلالته ذلك في جملة بليغة الدلالة بقوله : » فلا مكان اليوم ولا غدا، لمغرب يسير بسرعتين ».
مضيفا إنه : حان الوقت لإحداث نقلة حقيقية، في التأهيل الشامل للمجالات الترابية، وتدارك الفوارق الاجتماعية والمجالية..، في جميع المناطق والجهات، دون تمييز أو إقصاء.
انه خطاب الملك الانسان لشعب لا يركع ،ولأمة لا تقهر، خطاب ملك لشعب عرف تاريخيا إنه شعب التحدي كما قال المؤرخ المغربي عبد الله العروي
خطاب العدالة المجالية للملك الانسان
