لقد شكل افتتاح الدورة الخريفية لشهر أكتوبر 2024 لمجلسي البرلمان من لدن جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده لحظة دستورية مفصلية خصوصا وأنه ركز في خطابه على قضية الوحدة الترابية نظرا للزخم الدبلوماسي الذي يشهده هذا الملف وما حققه المغرب من انتصارات تحت قيادة الدبلوماسية والرؤية الملكية المتبصرة؛ حيث أشاد بدعم الحلفاء كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإسبانيا والدول العربية والإفريقية الشقيقة لا سيما تلك التي افتتحت قنصليات في مدينتي العيون والداخلة لسيادة المغرب على صحرائه وأنه لا حل لهذا النزاع الإقليمي المفتعل سوى مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، كما أشاد جلالة الملك بالدور المحوري الذي تلعبه الدبلوماسية البرلمانية والحزبية والمدنية في الترافع عن قضية الوحدة الترابية في المحافل الدولية والوطنية؛ مشيرا إلى الجهود الجبارة التي يبذلها أبناء الأقاليم الجنوبية في الذوذ عن حوزة الوطن والدفاع عن مقدساته في مختلف المحافل.
فأبناء الصحراء جنود مجندون وراء جلالة الملك محمد السادس نصره الله للدفاع عن مقدسات وثوابت المملكة المغربية الشريفة من طنجة إلى لگويرة نظير ما يتوفرون عليه من مؤهلات علمية وكفاءة عالية وخبرة في تفاصيل ملف الصحراء المغربية من حجج قانونية وتاريخية لدحض الأطروحة الإنفصالية المعادية، وهو ما نبه إليه جلالة الملك من خلال اعتماد الكفاءة في اختيار تركيبة الوفود في المحافل الدولية والوطنية لأن هاته القضية الإستراتيجية انتقلت من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير.
محمد المصطفى خيا
رئيس مركز الساحل للدراسات والتحليل الإستراتيجي ببوجدور