أشعل مصطفى بايتاس، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار والناطق الرسمي باسم الحكومة، الساحة السياسية بردّ حاد وقوي على تصريحات عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، معتبراً أنها “مغالطات ممنهجة” تستهدف تضليل الرأي العام حول ملف شركة صيدلانية تتعامل مع وزارة الصحة منذ 2014.
وجاء رد بايتاس القوي خلال المحطة السابعة من الجولة الوطنية “مسار الإنجازات” بجهة الدار البيضاء–سطات، وسط حضور فاق 3500 مشارك، حيث شدد على أن الحكومة اختارت منهجية الشفافية في تدبير الصفقات العمومية، عبر إعداد مرسوم جديد وعرضه للنقاش البرلماني المفتوح، بدل تمريره بشكل مباشر، في خطوة وصفها بأنها “معركة ضد الفساد وبناء لحكامة عصرية”.
وأكد أن الحكومة تعمدت فتح نقاش مؤسساتي واسع لإغناء المقاربة الديمقراطية، ولتمكين البرلمان والمجتمع المدني من تتبع عملية الإصلاح وضمان وضوح تام في كل مراحلها.
وشدد القيادي التجمعي على أن ورش الدولة الاجتماعية يشكل العمود الفقري لعمل الحكومة، موضحاً أن إصلاحات اعتبرت لسنوات مجرد “طموحات سياسية” أصبحت اليوم واقعا ملموساً بفضل الرؤية الملكية والتتبع الحكومي اليومي.
وأوضح بايتاس أن الأسرة المغربية توجد في قلب كل هذه الإصلاحات، إذ جرى تعزيز قطاعات التعليم والصحة والشغل باعتبارها الأكثر تأثيراً على حياة المواطنين، مع توسيع التغطية الصحية، ودعم الأسر، وتعميم السكن الاجتماعي، وتحسين البنيات التحتية والخدمات الأساسية.
وأشار إلى أن الحكومة حافظت على القدرة الشرائية واستقرار أسعار الماء والكهرباء، مؤكداً أن مشروع قانون مالية 2026 يتناغم مع التوجهات الملكية لبناء دولة اجتماعية قوية تستجيب لانتظارات المواطنين.
وفي الجانب الاقتصادي، كشف بايتاس أن الحكومة تدعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها رافعة أساسية للنمو، عبر برامج تمويل تصل إلى 30% من قيمة الاستثمار، لخلق فرص عمل جديدة وتشجيع الاستثمار المحلي.
كما أكد أهمية تطوير التكوين المهني، معلناً عن برنامج “تدرّيج” لتكوين 100 ألف شاب سنوياً حتى 2026، في مجالات الصناعة التقليدية، الفلاحة، الصيد البحري، السياحة، والخدمات، بما يمنحهم فرصاً أسرع للاندماج في سوق الشغل.
وتوقف بايتاس عند المشاريع المحلية الكبرى في جهة الدار البيضاء–سطات، من تحسين النقل الحضري وتخصيص مساحات اقتصادية ضخمة، إلى تحويل مطرح النفايات إلى فضاءات خضراء، وهي مشاريع قال إنها “غيرت واقع أحياء كانت تعاني من مشاكل صحية وبيئية مزمنة”.
وفي ختام كلمته، شدد الناطق الرسمي باسم الحكومة على أن التزام الحكومة بالإصلاح ثابت، وأنها تعمل بروح المسؤولية والثقة الشعبية، وفق نهج يقوم على الشفافية والمحاسبة ومحاربة الفساد، مع تركيز خاص على البرامج التي ترفع جودة حياة المواطن المغربي.