بين "نبل "الرياضة و" خبث" التسييس" على هامش ملف الوداد والترجي

أثار قرار الإتحاد الأفريقي لكرة القدم "CAF" صدمة كبيرة وسط مشجعي الترجي الرياضي التونسي، بعد إعلان إعادة المباراة بين الوداد والترجي في ملعب محايد.

وبعد قرار الكاف يوم أمس الأربعاء، طالبت جماهير الترجي بلادهم الإعتراف لما يسمى "بالجمهورية الصحراوية"، الشيء الذي يعتبر إقحاما ممنهجا للسياسة في الرياضة بأبشع الصور، لكن هل تعلم جماهير الترجي أن الاتحاد الدولي وكافة الاتحادات القارية يحرصون على غرس الروح الرياضية بين الجميع في كل البطولات الرياضية، وعدم إقحام السياسة في الرياضة من منطلق ترسيخ مبادئ اللجنة الأولمبية الدولية التي تنص على منع استغلال المجال الرياضي  "وكرة القدم على وجه الخصوص" في الترويج لأغراض سياسية، من شأنها أن تزعزع الاستقرار وتعكر صفو تلك المشاركات التي جدت من أجل نشر المحبة والألفة بين المشاركين.

يا جماهير الترجي، كرة القدم لعبة نظيفة، وليست مكانا مناسبا لبث "الأفكار الخبيثة"، يا من تعيشون "الأوهام"، وتريدون" تسيس الرياضة" بعدما ظهر الحق وأصدر الإتحاد الأفريقي القرار بإعادة إجراء مقابلة بين الوداد والترجي.

هل تعلموا أن اللعبة الشعبية التي سلبت وتسلب عقول أكثر سكان الكرة الأرضية، هي ملاذ ومتعة الفقراء والبسطاء وأصحاب الأحلام البسيطة الذين فروا من السياسة وأصحاب السياسة وضغوطات الحياة، فأرادوا التعبير عن الفرح فعشقوا كرة القدم التي كانت ومازالت عند من يحب المتعة هي الهدف المنشود.؟

اذا  خرجتم اليوم تطالبوا من بلادكم الإعتراف بما يسمى "بالجمهورية الصحراوية"، ابهذا تريدون تحقيق أهدافكم الخبيثة ، وتقحموا الرياضة في السياسة، عشاق كرة القدم في العالم اليوم تبين لهم أن الوداد ظلم بعد مهزلة "رادس"، وبعد إنصاف الكاف للوداد تريدون إقحام السياسة لإفساد اللعبة.؟

يا جماهير الترجي، وأنا أقصد بعضكم ممن يريد تسيس ملف الوداد والترجي، ألا يستحق منكم أن تعملوا من أجل الحفاظ على علاقة البلديين الشقيقين وليس تشتيت وحدة العروبة؟

اتركوا أهل الرياضة يستنشقون هواء نقيا في الملاعب، يتنقلون إلى البلدان المجاورة، ويهتفون للعب الجميل ويثنون على نجوم الكرة المغاربية والعربية والإفريقية، فبفعل اقحام السياسة في الرياضة سيفسد جو الملاعب نتيجة “الأفكار الفاسدة” التي تهدف إلى استغلال السياسة لكي تنتصروا بكأس عصبة الأبطال.

فبهذا الفعل "غير أخلاقي" و"غير الرياضي "تتآمرون على الرياضة التي هي لعبة البسطاء الذين يعشقون كرة القدم (بفطرة) ودون عصبية، المشجع دوره أن يحب كرة القدم ويشجع فريقه ويرحل معه أينما حل وارتحل ويخرج للشارع محتفلا عند الفوز وربما يبكي فرحا أو حزنا عند الفوز أو الهزيمة، ليس دوره الضرب في البلدان المجاورة، المشجع يحب كرة القدم لأنه يعشق الكرة فقط، دون أسباب سياسية أخرى.

هناك فرق كبير بين الرياضة والسياسة، فتعريف الرياضة : هي ممارسة ونحن نتكلم عن كرة القدم، ممارسة اللعبة من أجل الترفيه عن النفس والترفيه على من يشاهد كرة القدم، أما تعريف السياسة : فأفضل تعريف لها في وقتنا الحاضر هو (فن خداع الناس).

فهل يلتقيان ؟ "الخداع" و"الترفيه" لا يلتقيان ، و"الخداع والبساطة" أبدا لا يلتقيان ولن يلتقيان بالطبع.

وعلى الجماهير الرياضية المغربية والتونسية ان تعي بان ما وقع بين فريقي الوداد والترجي التونسي هو ربح للشعوب المغاربية  خصوصا المغربي والتونسي ضحايا الفساد الرياضي المعشعش داخل الكاف.