حقق المنتخب الوطني انتصارا صعبا بشق الأنفس على جزر القمر، بتصفيات أمم أفريقيا 2019، بفضل هدف فيصل فجر، في الوقت المحتسب بدل الضائع، من ركلة جزاء مثيرة للجدل.
ورغم الفارق الكبير في الإمكانيات بين المنتخبين، إلا أن الأسود كانت قريبة جدا من فقدان نقطتين على أرضية ملعب محمد الخامس.
اقرأ أيضا
غياب زياش
تأثر المنتخب الوطني بغياب حكيم زياش، هداف المنتخب في الفترة الأخيرة، الشيء الذي بعثر أوراق هيرفي رونار في ايجاد بديل له.
ولم يفلح أي لاعب من الذين اعتمد عليهم المدرب رونار، في تعويض غياب زياش، متعهد الكرات الثابثة، إذ افتقدت الهجمات التي صنعها الأسود للسرعة على مستوى التنفيذ، وغابت التمريرات الحاسمة خلف المدافعين.
وسط بلا قائد
افتقد وسط ميدان المنتخب المغربي، لقائد يضبط التمريرات ويتحكم في رتم اللقاء، حيث اعتمد رونار على 3 لاعبين بأدوار دفاعية خالصة.
وكان فيصل فجر، الوحيد الذي يتجرأ على الانطلاق للأمام، ومحاولة تقديم تمريرات حاسمة لقلب الهجوم خالد بوطيب.
في الوقت ذاته لم يظهر فيه بوصوفة وأمرابط، والأحمدي بمستواهم الحقيقي، مما أثر كثيرا على مستوى الأسود.
ثغرة درار
شكل الدفع بنبيل درار في التشكيل الرسمي للمنتخب، مفاجأة كبيرة بالنظر لتواضع مستوى اللاعب وابتعاده عن أجواء المنافسة منذ فترة طويلة رفقة فنربخشة التركي.
درار شكل نقطة ضعف كبيرة في دفاع المنتخب، ليضطر رونار لإخراجه مباشرة بعد الشوط الأول.
كما أن درار ساهم في إفساد عدة هجمات للمنتخب بفضل تمريراته التي لم تكن بالدقة الكافية، ليترك مكانه لأشرف حكيمي الذي أنعش الرواق الأيمن.
عاطفة رونار
أكد هيرفي رونار، قبل المواجهة أن هناك معايير تحمل بعدا إنسانيا تفرض عليه تحكيم العاطفة مع بعض اللاعبين رغم ابتعادهم عن أجواء المنافسة منذ فترة طويلة، وفي مقدمتهم مبارك بوصوفة، البعيد عن اللعب منذ نحو 5 أشهر.
ورغم ذلك دفع رونار، ببوصوفة ليفشل اللاعب في تقديم الإضافة المنتظرة، وقدم واحدة من أسوأ مبارياته مع المنتخب.
كما دفع رونار، بخالد بوطيب الذي لم يسجل أهدافا كثيرة هذا الموسم بالدوري التركي، على حساب وليد أزارو، لتغيب شراسة الهجوم التي حضرت في المباريات السابقة.
استسهال المنافس
أكدت وقائع المواجهة أن لاعبي المنتخب الوطني استسهلوا المنافس، ولم يدرسوه بشكل جيد، وهو ما عكسته وقائع المباراة التي مالت من خلالها الكفة للاعبي جزر القمر، خاصة المتألق سليماني الذي أرهق الدفاع وتسبب له في متاعب كثيرة.
كما بدا رونار بحاجة لأكثر من نصف ساعة لقراءة المنافس، وهو ما منح جزر القمر فرصة دخول في المباراة، وكسب الثقة.