بعد سنوات من الجفاف التي فاقمت أزمة المياه وهددت الفرشة المائية، استبشر الفلاحون في المغرب بعودة الأمطار الغزيرة خلال الأسابيع الأخيرة، مما ساهم في إنعاش الفلاحة الموسمية، خاصة في الأراضي البورية التي تعتمد على مياه الأمطار بشكل أساسي.
هذه الأمطار شجعت وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، الذي قام بزيارة ميدانية إلى عمالة مكناس وإقليم الحاجب يوم الجمعة 21 مارس 2025، لتتبع مدى تقدم الموسم الفلاحي والاطلاع على تأثير التساقطات المطرية الأخيرة على الزراعات المختلفة، سيما الحبوب والبذور الزيتية والأشجار المثمرة. كما كانت الزيارة فرصة للتواصل مع الفلاحين ومربي الماشية حول وضعية الموسم الفلاحي.
على مستوى جهة فاس-مكناس، ساهمت الأمطار الأخيرة في تحسين حالة الزراعات بشكل ملحوظ، بعد بداية موسم اتسم بنقص في التساقطات المطرية، مما أنعش آمال الفلاحين ومربي الماشية. وقد بلغ المتوسط التراكمي للتساقطات بالجهة حاليا 332.5 ملم.
وقد أظهرت الأمطار الأخيرة في ربوع المملكة أثرا إيجابيا على الحالة النباتية للحبوب الخريفية، حيث صُنفت 40% من المساحات المزروعة في وضعية جيدة و49% في وضعية متوسطة، مما يشير إلى توقع مردودية أفضل من التوقعات الأولية.
وتبلغ المساحة المزروعة بالحبوب الخريفية حوالي 650000 هكتار، تليها البذور الزيتية التي تحتل حوالي 1500 هكتارا.
وفيما يتعلق بسلسلة الأشجار، تأتي الأمطار في وقت مناسب، لا سيما بالنسبة لأشجار الزيتون التي تصل مساحتها المنتجة إلى 360000 هكتار. كما تشهد زراعة الخضروات من البطاطس والبصل بالجهة تأثرا إيجابيا على إثر هذه الأمطار، مع العلم أن جهة فاس-مكناس تنتج حوالي نصف الإنتاج الوطني من البصل و20% من الإنتاج الوطني من البطاطس.
وساهمت الأمطار أيضًا في تحسن الغطاء النباتي في المناطق الغابوية-الرعوية والرعوية بالجهة، مما أدى إلى زيادة وفرة الموارد الكلئية للماشية.
وخلال هذه الزيارة، أكد الوزير على استمرار التزام مصالح وزارة الفلاحة بتعزيز مواكبة الفلاحين والإنصات لهم، وتعزيز المشاريع لتحديث أنظمة الري وتعزيز الحلول المبتكرة من أجل فلاحة مستدامة ومرنة.
ومن شأن هذا التحول المناخي أن يدفع بالفلاحين الصغار إلى استعادة الأمل في الموسم، خاصة مع اقتراب شهر أبريل الذي يعتبر فصل الربيع في ذروته، مما يبشر بموسم فلاحي واعد.