خبير يحذر من استنزاف الموارد المائية خلال عيد الأضحى

تُطل علينا مناسبة عيد الأضحى المبارك، حاملةً معها أجواءً من الفرح والبهجة، ولكنها تأتي هذه السنة في ظل ظروف استثنائية، حيث يعاني المغرب من الجفاف، مما يُحتم على الجميع ترشيد استهلاك الماء.

يزداد استهلاك الماء بشكل كبير خلال أيام عيد الأضحى، نظراً لاستعمالاته المتعددة في عمليات الذبح والتنظيف. فوفقًا لإحصائيات رسمية، فإنّ استهلاك الماء يرتفع بنسبة 20% خلال هذه الفترة.

ولكن، لا ينبغي أن ننسى أنّ الماء موردٌ ثمينٌ يُهدد نقصانه مستقبلنا، فالجفاف الذي يعاني منه المغرب يُؤثّر على جميع جوانب الحياة، من الزراعة إلى الصناعة إلى الاستهلاك المنزلي.

وفي هذا السياق، دعا محمد بنعبو، مهندس في المناخ والتنمية المستدامة ورئيس المكتب الوطني لجمعية مغرب أصدقاء البيئة، إلى استحضار هاجس الحفاظ على الماء، خلال هذه الفترة، نظرا لحلول هذه المناسبة في ظل تراجع نسبة ملء الأحواض المائية، التي تزود عددا من المدن والمناطق القروية.

وأوضح بنعبو، أنه إذا كانت مجموعة من الأحواض المائية تعرف نوعا من الوفرة النسبية، مثل حوض سبو واللوكوس، الذي يشهد نسبة ملء بحوالي 48 في المائة، فإن باقي الأحواض تعيش عجزا مائيا جد خطير؛ مثل حوض أم الربيع وملوية، مما يستدعي التحلي بأخلاق التضامن، مشيرا إلى أن هذا الهاجس لا ينبغي أن يقتصر على فترة عيد الأضحى وينبغي أن يمتد إلى غاية الشهور القادمة.

وأكد المتحدث ذاته على “الحرص في التعامل مع الماء بطريقة مغايرة، خلال فترة العيد، لأنه كما هو معروف أن هذه الفترة تعرف استهلاك الماء بطريقة كبيرة، فهناك من المواطنين من يخزن أطنانا كبيرة من المياه ويضعها بجانب مكان الذبح، لاستعمالها في التنظيف، مع أنه يمكن أن يستهلاك كمية قليلة دون هدر الموارد المائية”.

ودعا إلى التحلي بسلوك مواطن، ورفع الوعي حول حساسية الوضع، وتجنب السلوكيات التي يمكن أن تؤدي إلى ضياع الماء، لافتا إلى أنه “من المحتمل جدا أن نجد خلال الأيام المقبلة صنابر بدون مياه”.

وإلى جانب تبذير المياه، أوصى المتحدث بعدم رمي مخلفات الذبح بمجاري المياه، تجنبا للضرر الذي يمكن أن تسببه لشبكة الصرف الصحي، لأن هذه النفايات قد تصل إلى قاع المحيطات .