قال مجلس المنافسة، إن الزيادات الأخيرة التي عرفتها أسعار زيوت المائدة بالسوق الوطنية، ترجع إلى عاملين أساسيين إحداهما متعلق ببنية هذه السوق، والآخر مرتبط بتطور أسعار المواد الأولية في السوق الدولية.
وجاء ذلك في رأي للمجلس حول مدى احترام منتجي ومستوردي زيوت المائدة بالمغرب لقواعد المنافسة الحرة والمشروعة على إثر الارتفاع الذي شهدته أسعار بيع هذه المادة في السوق الوطنية.
وأشار المجلس إلى أن الانتاج الفلاحي من الحبوب الزيتية شبه منعدم، حيث يتم استيراد 98,7 في المائة من احتياجات البلاد من السوق الدولية على شكل زيوت نباتية خام بالأساس، ولا تساهم الحبوب الزيتية المنتجة محليا سوى ب1,3 في المائة فقط.
وأضاف أن الصناعة الزيتية تهيمن عليها تصفية الزيوت النباتية الخام المستوردة من الخارج. فعلى مستوى قطاع استخلاص الزيوت النباتية الخام انطلاقا من الحبوب الزيتية، تنشط شركتان فقط هما لوسيور كريسطال وشرطة معامل الزيوت بسوس بلحسن.
وبحسب المجلس، فإن “بنية سوق زيوت المائدة بالمغرب تعرف مستوى تركيز كبير، إذ أن الشركة الرائدة لوسيور كريسطال تستحوذ على ما بين 45% ;50% من حصة السوق الإجمالية”.
وأضاف رأي المجلس، “تبلغ الحصة السوقية التراكمية لكل من شركة لوسيور كريسطال وشركة معامل الزيوت بسوس بلحسن، نسبة 80% من رقم معاملات السوق الإجمالية، وتصل الحصة التراكمية للشركات الثلاث الأولى، وهي لوسيور كريسطال ومعامل الزيوت بسوس بلحسين وصافولا، نسبة 95 في المائة”.
وأشار إلى “بنية سوق زيوت المائدة بالمغرب ظلت مستقرة ولم تعرف تغييرا كبيرا خلال الخمس سنوات الأخيرة، حيث أن حصص الشركات المنتجة لزيوت المائدة ظلت نسبيا مستقرة، إلا أنه، لوحظ انخفاض مستمر في فارق حصة السوق بين كل من شركة صافولا والشركات الرائدة لوسيور كريسطال ومعامل الزيوت بسوس بلحسن”، يقول رأي المجلس.
وتبعا لذلك، فإن دينامية الابتكار والمنافسة داخل سوق زيوت المائدة على الصعيد الوطني تظل ضعيفة، يضيف المصدر، “إذ أنه خلال الخمس سنوات الأخيرة، طرحت أربع علامات تجارية جديدة بمعدل أقل من علامة تجارية في السنة، بينما سحبت أربع علامات تجارية من السوق، ما يعني أن عدد العلامات التجارية المتواجدة في السوق ظلت مستقرة”.
واعتبر المجلس في رأيه، أن سوق زيوت المائدة في المغرب “سوق أقلية لا تسمح بتطور المنافسة”، واعتبر أن “نضج سوق زيوت المائدة واستقرار الطلب داخلها بالإضافة إلى وجود عوائق لولوج هذه الأخيرة كلها عوامل تحد من دخول فاعلين جدد بإمكانهم تغيير بنيتها”.
وأضاف، “تبين التجارب العالمية لهيئات المنافسة والدراسات التجريبية التي لها ارتباط بالموضوع، أن الوضعية الحالية للمنافسة في سوق زيوت المائدة قد تدفع الشركات المنتجة إلى التنسيق فيما بينها، وهو ما من شأنه إعاقة السير التنافسي لهذه السوق”.
ومما يزيد من احتمال أن يحدث تنسيق بين الشركات، التي تنشط في هذه السوق، يقول رأي مجلس المنافسة، “هو المستوى المرتفع للتركيز داخله والتطور المتوازي لحصص سوق الشركات المتنافسة خلال الخمس سنوات الأخيرة”.
وكانت اللجنة الدائمة للقطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، قد قدمت طلبا للمجلس بتاريخ 2 أبريل 2021، من أجل إبداء الرأي حول مدى احترام منتجي ومستوردي زيوت المائدة لقواعد المنافسة الحرة والمشروعة من جهة، وبين احتمال وجود اتفاق وتواطؤ بين منتجي ومستوردي هذه الزيوت.