أكد رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، أن الحكومة ماضية بثبات في تعزيز مكانة التعليم العالي وتوفير الإمكانيات اللازمة للنهوض به، مشددا على الدور المركزي الذي يضطلع به الأساتذة الجامعيون في المنظومة التربوية وفي المجتمع المغربي بصفة عامة.
وخلال كلمته في المؤتمر الوطني لشبكة الأساتذة الجامعيين للحزب، عبر أخنوش عن اعتزازه بحضور هذه الهيئة التي وصفها بـ “مفخرة للحزب”، مؤكدا أن الأساتذة يمثلون قدوة داخل المجتمع، وأن مساهمتهم أساسية في بناء المستقبل.
كما خصص أخنوش، حيزا مهما من كلمته خلال المؤتمر الوطني لشبكة الأساتذة الجامعيين للإشادة بوزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين ميداوي، مؤكدا أن القطاع يشهد دينامية إصلاحية واضحة بفضل “العمل الكبير والجاد” الذي يقوم به الوزير.
وقال أخنوش، أمام مئات الأساتذة الجامعيين، إن ميداوي يحظى بـ “احترام وتقدير كبيرين” داخل الحكومة وخارجها، نظرا لطريقة اشتغاله الجدية والمسؤولة، مبرزا أن الوزير يواصل تنفيذ مشاريع إصلاحية بأفق واضح ورؤية مؤسساتية تهدف إلى تطوير التعليم العالي وتحسين شروط اشتغال الأطر الجامعية والطلبة على حد سواء
وأورد المتحدث أن الحكومة حرصت، منذ بداية ولايتها، على منح هذا القطاع الحيوي المكانة التي يستحقها، سواء عبر الحوار الاجتماعي أو من خلال الإصلاحات المهيكلة.
وأشار رئيس الحكومة إلى أن المفاوضات التي قادها شخصيا مع المركزيات النقابية، بحضور وزير المالية ووزير التعليم العالي آنذاك، أفضت إلى نتائج مهمة شملت تحسينات في المسار المهني لعدد من الفئات، من بينها الانتقال من فئة “C” إلى “D”، إضافة إلى امتيازات أخرى اعتبرها مستحقة لهيئة التدريس بالنظر إلى الدور الكبير الذي تقوم به.
وفي الجانب المالي، ذكر أخنوش بأن وزارة التعليم العالي تستفيد من ميزانية تصل إلى 17 مليار و314 مليون درهم، مؤكدا أن سنة 2026 ستشهد زيادة تصل إلى 5.26%، في إطار التزام الحكومة بدعم الاستثمار في هذا القطاع.
كما أوضح أن عدد المناصب المالية المخصصة له ارتفع من 700 منصب عند بداية الولاية إلى 1760 منصبا، ما يعكس التوجه نحو تعزيز بنية الموارد البشرية.
وفي ما يتعلق بتطوير اللغة الأمازيغية، أبرز أخنوش أن عدد أساتذتها تضاعف خمس مرات، إذ ارتفع من 200 أستاذ سنة 2021 إلى 1000 أستاذ حاليا، وهو ما اعتبره تحولا مهما في مسار ترسيخ حضور الأمازيغية داخل المنظومة التعليمية.
كما توقف عند الإصلاحات البيداغوجية الجديدة بالجامعات، من بينها اعتماد مسارات جامعية تسمح للطلبة بإعادة التوجيه نحو شعب أكثر ملاءمة لقدراتهم، بما يوسع حظوظهم في النجاح.
ودعا أخنوش أساتذة الشبكة، الذين يتجاوز عددهم 524 أستاذا، إلى تعزيز انفتاح الجامعة على محيطها، سواء من خلال استضافة الفاعلين السياسيين والمسؤولين العموميين أو عبر الانخراط في النقاش العام حول ما تحقق في البرنامج الحكومي وما لم ينجز بعد.
وشدد على أن الاستراتيجيات الحكومية، بما فيها تلك التي تندرج ضمن جولة “مسار الإنجازات”، لن تكتمل إلا بمساهمة مختلف الفاعلين والتفاعل مع ملاحظات المواطنين.
كما أكد أن المرحلة المقبلة، خاصة ما بعد سنة 2026، تتطلب رؤية جماعية تشاركية لتحديد أولويات المغرب في مجالات التعليم والبحث العلمي والتنمية.
واعتبر أن الأساتذة الجامعيين مدعوون للعب دور أكبر في نقل المعطيات للمواطنين، بحكم مصداقيتهم ومكانتهم العلمية، والمساهمة في تفسير السياسات العمومية بلغة مبسطة تعزز ثقة الرأي العام.
وختم أخنوش بالتأكيد على أن المغرب استطاع، رغم الأزمات العالمية وظروف الزلازل وارتفاع معدلات التضخم الدولي، الحفاظ على استقراره الاقتصادي وخفض العجز والمديونية، مع مواصلة تنزيل الدولة الاجتماعية التي تستهدف ملايين الأسر. وقال إن هذه الدينامية تحتاج إلى دعم وتأطير من داخل الجامعة المغربية، باعتبارها فضاء أساسيا للتفكير وإنتاج البدائل.