بركة من العيون: الجنوب ينتقل من الوعود إلى نموذج تنموي ناجز

اعتبر نزار بركة، وزير التجهيز والماء، أن استضافة العيون لأشغال الجمعية العامة السنوية العاشرة لشبكة البرلمانيين الأفارقة لتقييم التنمية لهذا الموعد القاري تأتي في لحظة دالة تجمع بين دينامية وطنية متواصلة وتحولات ميدانية عميقة تشهدها الأقاليم الجنوبية على أكثر من مستوى.

وبرأيه، لم يعد الحديث عن النموذج التنموي في هذه الجهات مجرد تصور نظري، بل تجربة قائمة تمتد على عقد كامل من العمل الميداني الممنهج.

وأوضح بركة أن هذا النموذج، الذي انطلق قبل عشر سنوات، اعتمد مقاربة استباقية صارمة تقوم على التخطيط بعيد المدى وعلى إشراك المنتخبين والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين في صياغة رؤية تنموية واضحة المعالم. وقد أثمرت هذه العملية أهدافا كمية قابلة للقياس تتعلق بتحسين الدخل، وتوفير فرص الشغل، وتعزيز العدالة الاجتماعية.

ويرى وزير التجهيز والماء أن حصيلة السنوات العشر الماضية تؤكد حدوث تحول جذري في مؤشرات التنمية بالجنوب. فالناتج الداخلي الخام تضاعف، ومؤشرات الفقر والهشاشة تراجعت بشكل لافت، بينما تحسن الدخل الفردي بشكل يعكس أثر المشاريع المهيكلة الكبرى التي جرى تنفيذها.

وتوقف بركة عند أهمية مشاريع البنية التحتية التي تقودها الوزارة، وفي مقدمتها الطريق السريع تزنيت–الداخلة الذي يشكل اليوم ممرا استراتيجيا لتعزيز الربط الاقتصادي بين المغرب وعمقه الإفريقي. كما اعتبر ميناء الداخلة الأطلسي أحد أكبر الأوراش التي ستغير ملامح المنطقة، ليصبح الجنوب منصة بحرية وتجارية ذات بعد قاري.

وفي الجانب المتعلق بالماء، شدد الوزير على أن مشاريع التحلية وبناء السدود أصبحت اليوم جزءا أساسيا من المنظومة التنموية، سواء عبر محطة التحلية بالداخلة التي تمثل نموذجا في نجاعة تدبير الموارد، أو عبر المشاريع الجديدة الموزعة على مختلف جهات الجنوب. ولفت إلى أن هذه الرافعات تجعل من الأقاليم الجنوبية محورا رئيسيا في الرؤية المغربية للتنمية المندمجة ومجالا مفتوحا للاستثمار الإفريقي والأطلسي.

وخلاصة بركة أن الجنوب لم يعد مجرد مجال واعد، بل تحول فعليا إلى نموذج عملي قائم على مشاريع كبرى تتقدم بوتيرة ثابتة، وتؤسس لمرحلة جديدة من الاندماج الاقتصادي على المستوى الوطني والقاري.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *