أكد جيريمي أدوماهو رئيس شبكة البرلمانيين الأفارقة لتقييم التنمية (APNODE) ورئيس الجمعية الوطنية البنينية أن المغرب أصبح اليوم نموذجا قاريا في مجال التنمية وتقييم السياسات العمومية، مشيدا بالدينامية التنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس.
وجاء تصريح أدوماهو خلال مشاركته في الدورة العاشرة للجمعية العامة السنوية لشبكة البرلمانيين الأفارقة لتقييم التنمية، التي تحتضنها مدينة العيون يومي 20 و21 نونبر 2025، بمشاركة وفود برلمانية من 25 دولة إفريقية. ويعد هذا اللقاء البرلماني البارز، المنظم بشراكة مع مجلس المستشارين المغربي، تجسيدا لالتزام المملكة بتعزيز حضورها في المحافل التشريعية الإفريقية، وتكريس مبدأ التعاون جنوب جنوب.
وأوضح أدوماهو، في تصريح خاص أن ما شاهده الوفد البرلماني الإفريقي خلال زيارته لمشاريع تنموية كبرى بمدينة العيون “يؤكد حجم الطفرة التي تعرفها الصحراء المغربية”، مشيرا إلى أن “المغرب نجح في تحويل تحديات الموارد الطبيعية إلى فرص حقيقية للتنمية المستدامة، بفضل دمج التقنيات الحديثة والطاقات المتجددة في مشاريعه”.
وأشار المسؤول البرلماني الإفريقي إلى أن محطة تحلية مياه البحر بالمرسى شكلت “نموذجا متقدما على الصعيد القاري”، سواء من حيث التكنولوجيا المعتمدة أو التكلفة التشغيلية المنخفضة، مضيفا أن التجربة المغربية في هذا المجال “جديرة بأن تستفاد منها في دول الساحل الإفريقي التي تواجه أزمات مائية متزايدة”.
وفي حديثه عن زيارة منشآت الفوسفاط ببوكراع، أبرز أدوماهو أن “الاستثمارات الضخمة التي تقودها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في الأقاليم الجنوبية تعكس رؤية اقتصادية بعيدة المدى، تجعل من المغرب فاعلا قاريا في تأمين الأمن الغذائي والطاقي”، مشيدا بالكفاءات المغربية التي تدير هذه الأوراش الاستراتيجية بكفاءة عالية.
كما توقف أدوماهو عند زيارة الوفد للمركز الاستشفائي الجامعي بالعيون، الذي بلغت نسبة إنجازه 95%، مؤكدا أن “المغرب لا يستثمر فقط في البنيات التحتية، بل في الإنسان أيضا، عبر التعليم والصحة وتكوين الأجيال الصاعدة”.
وفي تحليله لأبعاد التجربة المغربية، اعتبر رئيس شبكة البرلمانيين الأفارقة لتقييم التنمية أن المملكة “رائدة في إدماج ثقافة تقييم السياسات العمومية ضمن منظومتها الدستورية والتشريعية، وهو ما جعلها نموذجا يحتذى به في القارة”، مبرزا أن عددا من الدول الإفريقية بينها السنغال وكوت ديفوار—بدأت تسير على النهج نفسه.
وأضاف: “تقييم السياسات لم يعد ترفا مؤسساتيا بل أصبح ضرورة تفرضها الأزمات المناخية والاقتصادية المتلاحقة، والمغرب من الدول القليلة التي حولت هذا المبدأ إلى ممارسة مؤسساتية فعلية”.
كما عبر أدوماهو عن تقديره الكبير لرئيس مجلس المستشارين المغربي، محمد ولد الرشيد الذي “أعاد توجيه البوصلة البرلمانية نحو العمق الإفريقي، عبر دبلوماسية نشطة جعلت من المغرب مركزا قاريا للحوار والتعاون بين البرلمانات الإفريقية”.
ويعد تنظيم الدورة العاشرة لشبكة APNODE بالعيون محطة دبلوماسية جديدة ضمن المسار الذي اختاره مجلس المستشارين لتعزيز الحضور البرلماني المغربي في إفريقيا، وتثبيت موقع الأقاليم الجنوبية كفضاء مؤسسي منفتح على محيطه الإقليمي والدولي.