رجل أعمال إسباني: المعركة اللوجيستية أمام طنجة المتوسط خاسرة

في اعتراف غير مسبوق من أحد كبار رجال الأعمال الإسبان، أقرّ فيسنتي بولودا، رئيس مجموعة “Boluda Corporación Marítima”، بأن إسبانيا تخسر موقعها اللوجيستي أمام ميناء طنجة المتوسط، بسبب ضعف بيئتها الاستثمارية لا بنيتها المينائية.

ووفق الصحافة الإسبانية قال بولودا، خلال منتدى حول الجغرافيا السياسية نظمته مؤسسة كاخامار بمدينة فالنسيا، إن الميناء المغربي تحوّل إلى نموذج متكامل يجمع بين بنية تحتية حديثة، ومنطقة صناعية ضخمة، ونظام ضريبي محفز، ما يجعل كبريات الشركات العالمية تفضّل الاستقرار في طنجة على حساب الموانئ الإسبانية.

وأوضح المستثمر الإسباني أن التنافس اليوم لم يعد بين الأرصفة والموانئ، بل بين الأنظمة الاقتصادية والإدارية التي تحدد جاذبية الاستثمار.

وأضاف بلهجة واقعية: “المعركة مع طنجة تكاد تكون خاسرة”، داعيًا سلطات بلاده إلى مراجعة الإطار الضريبي والإداري وتبني رؤية استراتيجية جديدة لاستعادة التنافسية في حوض المتوسط.

وفي سياق حديثه، انتقد بولودا ما وصفه بـ”القيود التقنية العبثية” التي تفرضها أوروبا على حركة القطارات والسفن، معتبرا أنها تحد من التكامل التجاري بين دول الاتحاد، وتعيق ازدهار المبادلات البحرية.

كما أشار إلى أن مشروع “ممر البحر الأبيض المتوسط” يظل بنية أساسية لتعزيز تنافسية الموانئ الإسبانية وربطها بالمناطق الصناعية، لكنه أكد أن وتيرة إنجازه ما تزال بطيئة رغم تقدم مشاريع البنية التحتية الأخرى.

واعتبر بولودا أن ميناء طنجة المتوسط يقدم درسًا في الرؤية الاستراتيجية، إذ تمكن المغرب من الجمع بين البنية الحديثة، والمرونة الإدارية، والنظام الضريبي الجاذب، ليصبح أحد أبرز مراكز الخدمات اللوجيستية في العالم المتوسطي

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *