خبير سياسي: الموقف الأمريكي ثابت ويمتد من السياسة إلى الاقتصاد

اعتبر رئيس المرصد المغربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاستاذ الجامعي الدكتور ميلود بلقاضي، أن تشجيع الولايات المتحدة الأمريكية للاستثمار في الصحراء المغربية يعد تأكيداً لموقفها ا الثابت من سيادة المغرب على صحراءه ،وينقل الاعتراف من مستواه السياسي إلى مستوي اقتصادي واستثماري ملموس، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تمهد لاعتراف دبلوماسي وشيك وتضع حداً للنزاع المفتعل حول الصحراء.

وشدد بلقاضي، في تصريح لموقع الفناة الثانية، على أن الثقافة السياسية الأمريكية مبنية على المصالح، وأن واشنطن تدرك تماماً أن مستقبل الغرب، بما فيه أوروبا والإدارة الأمريكية، يكمن في إفريقيا. وأضاف أن المغرب، وتحديداً مدينة الداخلة، يمثل البوابة الرئيسية التي لا يمكن تجاوزها للولوج إلى العمق الإفريقي، وهو ما يفسر الأهمية الاستراتيجية لدعم الاستقرار والاستثمار في هذه المنطقة.

وأوضح المحلل السياسي أن الداخلة تسير بخطى ثابتة لتصبح القوة الاقتصادية الثانية في المغرب بعد الدار البيضاء، خاصة بعد إتمام مشروع الميناء الأطلسي الكبير، الأمر الذي يجعل منها نقطة ارتكاز حيوية. وأكد أن دعوة نائب وزير الخارجية الأمريكي، كريستوفر لانداو للشركات للاستثمار تعكس معرفة إدارة ترامب الدقيقة بالوضع العام في المناطق الصحراوية، من حيث الاستقرار الأمني والبنية التحتية المتطورة والموقع الجيو- سياسي للصحراء، بالإضافة إلى العنصر البشري المؤهل.

وفي سياق متصل، يرى بلقاضي أن هذه التطورات، إلى جانب اعترافات القوى العظمى والدبلوماسية الناعمة التي يقودها جلالة الملك، ستؤكد خلال اجتماع الأمم المتحدة المقبل أن الجزائر لم يعد أمامها سوى خيار واحد، وهو “الاعتراف بسياسة الواقع”. وأشار في هذا الصدد إلى تصنيف أحد أعضاء الكونغرس الأمريكي لجبهة البوليساريو كـ”حركة إرهابية”، مما يؤكد، حسب قوله، المتابعة الدقيقة لواشنطن لكل ما يجري في الصحراء المغربية.

وأكد بلقاضي أن ما قاله نائب وزير الخارجية الأمريكي “يدخل في الأمور العادية” ويعتبر امتداداً طبيعياً للاعتراف الامريكي  الأول للرئيس ترامب في ولايته الأولى، مضيفاً أن الموقف الأمريكي “ثابت ولا يتغير” برغم بعض “التأويلات السياسوية”.

وأضاف أن الانتقال من الاعتراف السياسي والدبلوماسي إلى الاعتراف الاقتصادي والاستثماري سيتبعه حتماً اعتراف دبلوماسي عبر إنشاء قنصلية أمريكية إما في الداخلة أو العيون، معتبراً أن الأمر “مسألة وقت ليس إلا”. ولهذا، دعا بلقاضي المغرب إلى تهيئة الظروف الذاتية والموضوعية لاستقبال رؤوس الأموال الأمريكية، ليتحول الاعتراف السياسي إلى واقع اقتصادي ملموس على الأرض.

وخلص الخبير السياسي إلى أن ملف الصحراء، في ظل هذه المعطيات والاستثمارات الكبرى التي قام بها المغرب في بنيته التحتية، بات قريباً جداً من حله النهائي.

المصدر: 2m.ma

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *