قراءة في حملة دونالد ترامب بعد انسحاب بايدن.. هل ينقلب السحر على الساحر ؟

"إنهم لا يسعون خلفي، إنهم يسعون خلفكم.. …أنا واقف فقط في الطريق!" بهذه العبارات تستقبلك بوابة حملة دونالد ترامب حيث تقع عين المتصفع على شعار مثير يحيل على نظرية  المؤامرة.

 

فهو هنا يضع ترامب لمناصريه  نظرية تدغدغ المشاعر بأنه الشخص المستهدف والحامي للشعب من قوى خفية تستهدفه دون أن يسمها وهو خطاب شعبوي دأب السياسيون على استخدامه.

 

تعزز مانشيط حملة ترامب هذا الذي يزين موقعه الرسمي، بعد الثالث عشر من يوليوز حيث حاول أحد الشباب الغاضبين اغتياله، في تجمع انتخابي في بنسلفانيا.

 

محاولة اغتيال دونالد ترامب وفرت عليه الكثير تواصليا ورفعت أسهم شعبيته ، في العادة مثل هذه الحوادث ترفع أسهم الزعماء والمرشحين للانتخابات، حدث ذلك للرئيس ريغن في الثمانينات، ورئيس وزراء باكستان عمران خان الذي زادت شعبيته  في الأشهر التي تلت إصابته برصاصة في ساقه خلال تجمع سياسي، وتزايد  الدعم لحزبه حيث أصبح الجمهور ينظر إليه كشخصية منعزلة تحارب مؤسسة فاسدة.

 

وهو الشأن ذاته مع الرجل القوي البرازيلي جايير بولسونارو الذي تعرض  للطعن في حدث ما في عام 2018، قبل أن يواصل الفوز في الانتخابات التي عززها دعم الناخبين الذين رأوه على أنه نجا من محاولة قتل على يد أعدائهم الايديولوجيين.

 

لكن رصاصة ترامب التي عجلت برحيل جو  بايدن يمكن أن تكون لها أيضا تداعيات إيجابية على الحزب الديمقراطي الذي يعيش وضعا لايحسد عليه.  وانعكاسات سلبية على حملة ترامب نفسه ، 

 

بلبريس تحدثت إلى أعضاء من الحزب الديمقراطي، وأجمعوا أن الحزب يمر بمرحلة صعبة ، في ظل غياب بديل لبايدن يمكنه أن يهزم وحشا سياسيا إسمه دونالد ترامب تضاعفت شعبيته خلال أيام، ويرون أن كل الخيارات متاحة والأيام المقبلة كفيلة بكشف ما يمكن أن يحدث .

 

نائبة الرئيس كامالا هاريس التي يقود فريقها حملة دعم لترشيحها رسميا لسباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية،  يرى كثيرون أنها قد لا تكون بتلك القوة التي قد تواجه بها ترامب لكنها يمكن أن تشكل كابوسا لترامب كما حدث مع هيلاري كلنتون في 2016.

 

الديمقراطيون يتوفرون على بروفايلات سياسية من قبيل غافين نيوسوم (56 عاما)رئيس سابق لبلدية سان فرانسيسكو وحاكم ولاية كاليفورنيا منذ خمسة أعوام، و غريتشن ويتمر،(52 عاما) حاكمة ميشيغان وجوش شابيرو (51 عاما ) حاكم  ولاية بنسلفانيا، لكن السؤال الجوهري هو من يستطيع هزيمة ترامب في السباق الرئاسي نونبر المقبل؟

 

 الديمقراطيون منذ المناظرة الأولى بين ترامب وبايدن وهم تائهون ، ومنقسمون حول من سيعوض بايدن .

 

في المقابل قد يواجه الجمهوريون ازمة اختفاء المنافس المثالي، الذي بنى عليه ترامب حملته وهو هنا الرئيس جو بايدن، الذي كان يبدو لقمة سائغة للجمهوريين لكن بانسحابه سيتيعين عليهم تغييرا في الاستراتيجية لأنهم بانسحاب بايدن فقدوا الورقة الأهم، وسيفقد ترامب أسلحته التهكمية ضد بايدن بحكم عوامل السن والمرض أمام مرشح أصغر مثل هاريس (59 عام)  وقد ينقلب السحر على الساحر.

يمكن للديمقراطيين أن يواجهوا ترامب بأسلحته، لأن معظم الأسماء أصغر من ترامب بأكثر من عشرين عاما وسيتحول إلى النخة الجمهورية من بايدن في الأسابيع المقبلة.

 

الصراع بين الحزبين سيزداد في الأسابيع المقبلة قبل انعقاد مؤتمر الديمقراطيين مع فقدان ترامب لخصمه المفضل ، فكيف سيتعامل الجمهوريون مع هذه المستجدات؟