هل تُعيد قمة البحرين الروح إلى الجامعة العربية؟

 

 

تنعقد القمة العربية في البحرين في خضمّ سياقٍ دولي وإقليمي مضطربٍ وحساس، متسم بغياب المواقف العربية الواضحة والقوية تجاه القضايا الملحة، خاصةً مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة دون حلول قاطعة.

كما تنعقد القمة ومعظم الدول العربية تعيش ظروفا اجتماعية صعبة نتيجة الوضع الداخلي، حيث تستمر الأزمة بكل تداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية في كل من ليبيا ولبنان وسوريا واليمن والسودان والعراق والصومال، مع ما لذلك من تبعات على دول الجوار والمنطقة برمتها.

يُحذّر الباحث في العلاقات الدولية، حسن بلوان، في حديثٍ مع بلبريس، من ضعف دور الجامعة العربية ومؤسساتها، وفقدانها صفتها كلاعب إقليمي قوي، على الرغم من الإمكانيات والموارد الهائلة التي تتمتع بها الدول العربية، خاصة في مجال الطاقة، والتي تُمكنها من التأثير في التوازنات السياسية والاقتصادية.

ويرى حسن بلوان أن القمة تُعقد في ظلّ نزيفٍ داخليٍّ تعاني منه معظم العلاقات العربية، مع استمرار الأزمات والتوترات في اليمن وليبيا والصومال وسوريا، ناهيك عن إصرار بعض الدول العربية على إذكاء النزعات الانفصالية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية الأخرى.

يُشير المحلل السياسي إلى أنّ كلّ التوقعات تشير إلى تواضع مخرجات قمة البحرين، أو الخروج بمواقف قوية وعملية لمعالجة الجروح العربية النازفة في مختلف أنحاء المنطقة.

ويُؤكد بلوان في السياق ذاته أنّ ترهل الجامعة العربية لا ينعكس على البلد المضيف، الذي بذل جهودًا كبيرةً لإنجاح هذه القمة، بل يتعلق الأمر ببنية الجامعة نفسها التي تحتاج برأيه إلى إصلاحاتٍ جذرية تشمل مؤسساتها وأجهزتها.

وخلص المتحدث ذاته، إلى ضرورة مراجعة عقيدة تأسيس الجامعة العربية وآليات عملها، وتفعيل آليات حلّ النزاعات العربية وفق مقارباتٍ جديدة، بدلًا من مبدأ الإجماع العربي الذي أصبح مصطلحًا هلاميًا أفقد الجامعة الكثير من مصداقيتها في مختلف الأحداث والتحديات التي تواجهها المنطقة العربية.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.