هل يحاول سعود "الانتقام" من مضيان عبر جهة الشمال ؟

يبدو أن القيادي في حزب الاستقلال، محمد سعود ، بات يُصفي حسابات سابقة مع نور الدين مضيان، بعد تجميد عضويته بجهة الشمال.

في تفاعل جديد نحو تطورات مثيرة، قرر الفريق الاستقلالي بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، تجميد عضوية نور الدين مضيان، مع مراسلة الأمين العام للحزب، نزار بركة، بعد فضيحة التسجيل الصوتي المنسوب له، والذي يكيل فيه سيلا من “الاتهامات الأخلاقية”، للقيادية الاستقلالية، ونائبة رئيس جهة الشمال، رفيعة المنصوري.

 

وجاء في المراسلة، التي تتوفر “بلبريس” على نسخة منها، أن “الفريق الاستقلالي بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، عقد اجتماعا طارئا يوم الخميس، خصص لتداول فيما تعرضت له رفيعة المنصوري عضو الفريق، من اعتداء غير أخلاقي ومخالف للقانون، حسب ما توفر لديه من معطيات وقرائن، ولم تظهر لحد الساعة معطيات أخرى وحجج تطعن في صحتها، وبنفس قوتها”.

 

“وفي انتظار الكلمة الفصل من القضاء في الموضوع والحكم فيه. وبعد مناقشة الموضوع والتداول فيه من طرف أعضاء الفريق الاستقلالي بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، ليؤكد لكم الأمين العام أته تابع باستغراب وأسف شديدين ما تعرضت له رفيعة المنصوري من ممارسات شاذة وغير أخلاقية من طرف عضو الفريق نور الدين مضيان، مست الشرف والعرض وتجاوزته للابتزاز والتشهير والتهديد”، تضيف الوثيقة الاستقلالية ذاتها.

وعبر الفريق الاستقلالي بالجهة، عن “استهجانه لهذه الأفعال المشينة”، معلناً في ذات الوقت، عن “تضامنه المطلق واللامشروط مع رفيعة المنصوري فيما تعرضت له”.

 

كما أكد الفريق، في مراسلته الموجهة إلى نزار بركة، على أن “هذا الاعتداء الجبان، الذي يأتي والمرأة المغربية تحتفي بعيدها الأممي، وهي التي حظيت دوما بمكانة ريادية في تاريخ حزب الاستقلال، حيث نجدها ضمن الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال، وأول من دخلت قبة البرلمان باسمه، كما كان الحزب دوما مدافعا أمينا على حقوقها، وعلى تحصين الأسرة المغربية وتمكينها من لعب دورها المجتمعي كحاضنة لنقل القيم والتشبت بثوابت الأمة ومقدساتها، ومدرسة للإنسية المغربية. ليؤكد أن الفاعل ضرب في الصميم القيم الأخلاقية والسياسية التي ناضل الحزب من أجلها لعقود”.

 

كما قرر الفريق الاستقلالي، وفقاً لما ورد في المراسلة، “احتياطياً، تجميد عضوية نور الدين مضيان بالفريق الاستقلالي بمجلس الجهةـ إلى حين البث النهائي في ملفه المعروض على أنظار القضاء”. مطالباً في الوقت نفسهـ من الأمين العام لحزب الاستقلال “تجميد عضوية نور الدين مضيان من كل دواليب الحزب احتياطياً، وإحالة ملفه على لجنة التحكيم والتأديب، في انتظار حكم المحكمة”.

 

وفي ذات السياق، أشار مصادر استقلالية، في وقت سابق، أن التسريب الصوتي، يأتي في إطار الصراعات بين تيار بمدينة طنجة، وعدد من قيادات الحزب، لاسيما بعد البيان التضامني للفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، الذي عبر عن تضامنه مع منصف الطوب، البرلماني عن مدينة تطوان، بعد “تصرفيقة” يوسف أبطوي.

 

وكان سعود وهو عضو اللجنة التنفيذية لحزب الإستقلال ، والذي كان يشغل منصب نائب إلياس العماري حينما كان رئيساً لجهة طنجة ، أصدر بلاغاً اتهم فيه عضو المجلس الإستقلالي الآخر نور الدين مضيان بالخيانة.

و قال سعود في سنة 2019 ، أن نور الدين مضيان رئيس فريق حزب الاستقلال بمجلس الجهة، خان و قام بتحريف قرارات الأمانة العامة لحزب الإستقلال، و أصر على فرض صديقته رفيعة المنصوري في المكتب المسير للجهة.

و ذكر سعود أن ” اللجنة التنفيذية للحزب قررت التقدم بمرشح لرئاسة جهة طنجة تطوان الحسيمة” ، مشيراً إلى أن ” الأخ نور الدين قام بخيانة قرار اللجنة التنفيذية و قال للحزب الأصالة و المعاصرة أن الحزب لن يقدم أي مرشح للرئاسة”.

 

و اتهم مضيان بـ”خيانة أسس و مبادئ الحزب حيث صرح في جميع الاجتماعات بأن حزب العدالة والتنمية خط أحمر و بأنه يتحرك بناءا على تعليمات وزارة الداخلية .. الأخ نور الدين قام بخيانة المناضلين حيث قام بمناورات دنيئة لتحريض الأعضاء الاستقلاليين بالجهة لتوقيع عريضة ضد زميلهم كل هذا لانه أراد وضع صديقته رفيعة رئيسة مكان الرئيس”.

و ذكر سعود أن مضيان ” قام بخيانة ثقة الأمين العام، ثقة اللجنة التنفيذية، ثقتي شخصيا، ثقتكم جميعا، و ثقة جميع المناضلات و المناضلين. لقد قام بايهام الجميع بأنني منبوذ من طرف جميع الفرقاء السياسيين بالجهة، من طرف الرئيس السابق، و من طرف الأعضاء الاستقلاليين بالجهة.”

 

و أضاف أن مضيان توسل إليه ” بشدة أن أطلب من الأخت جميلة سحب ترشيحها نظرا لأن الأخت رفيعة غارقة في القروض البنكية. و ترجوت الأخت جميلة أن تسحب ترشيحها مع العلم ان الأغلبية ضد ترشيح الأخت رفيعة.”

وزاد بالقول : ” لقد حاول فرض صديقته عبر الصحافة، عبر الضغط، عبر المناورات، عبر الاكاذيب و التدليس. في حين كان من الممكن طلب الأمر بكل صدق و شهامة و رجولة. و الخطير في الأمر أنه بكل تبجح و وقاحة يقوم بقلب الحقائق حاليا. و بعد كل ما جرى، و بالرغم من عزلته هو و الأخت رفيعة، قام الأخ نور الدين بتزوير اختيارات الفريق، و قدم اسم الأخت رفيعة لمنصب النائب الأول و اسم الأخ الرملي لمنصب النائب الثامن الرئيسة الجديدة للجهة لتكوين لائحة المكتب”.

 

ومن خلال هذه الصراعات، يظهر أن المشاكل التي كانت في السابق بين مضيان وسعود، باتت تظهر على أرض الواقع اليوم.