زلزال الحوز وزخم المساعدات يبرز دور المغرب في المشهد العالمي ويعكس احتراما كبيرا لملك البلاد
حسن بلوان، المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، قال في تصريح له لموقع "بلبريس" إن "أول ما يجب ان نقف عنده هو حجم التضامن الدولي والإقليمي مع المملكة المغربية في فاجعة الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحوز وباقي المدن القريبة منها، وهذا يفسر المكانة التي يحتلها المغرب والشعب المغربي في وجدان العالم الانساني المتحضر".
وعرضت حوالي 60 دولة تقديم مساعدات في عمليات الإغاثة في أعقاب الزلزال، حيث قبل المغرب مساعدة أربع دول فقط وهي الإمارات وإسبانيا وقطر وبريطانيا؛ وذلك لأسباب تقنية وانتقائية إيجابية تتبنى مقاربة تتوافق مع المعايير الدولية في مثل هذه الظروف، حسب ما أورده بلاغ وزارة الداخلية المغربية.
وأضاف بلوان "كما تفسر هذه الهبة الدولية التي تعاطى معها العالم بعد الزلزال المكانة المتميزة والاحترام والتقدير الذي يحظى به جلالة الملك محمد السادس كملك فذ وقائد ملهم لهذا الشعب الكريم والمضياف الذي أبهر العالم في تضامنه وتطوعه وجديته".
رغم أن مجموعة من المناطق في العالم ضربها الزلزال، يتابع الخبير السياسي، إلا أنه لم يسجل حجم التضامن المطلق كما عرفته المملكة المغربية دول وحكومات ومنظمات حكومية وشعوب ومشاهير وقفت تضامنا وإجلالا لهذا الشعب الذي بهر العالم في الافراح والمسرات كنا في وقت الاحزان والشدائد.
وبالنسبة لحجم المساعدات الداخلية والخارجية، رأى بلوان "أنها كانت استثنائية بكل المقاييس"، مبرزا أنه رغم فرض المغرب قيودا على المساعدات الدولية كإجراء تقتضيه عملية التنسيق والتنظيم، الا أن التعبير عن المساندة المالية والمادية والتقنية واللوجيستيكية من جميع دول وحكومات ومنظمات العالم فاقت كل التوقعات وتركت أثرا طيبا في نفوس المغاربة قاطبة، وهو جميل لن تنساه المملكة المغربية من شركائها الدوليين.
وقال إن الهبة الرسمية والشعبية التي عبرت عنها دول الخليج وباقي الدول العربية تترجم حجم الروابط المتينة التي تجمع المغرب مع جميع الدول العربية، كما تفسر المكانة الهامة التي تحظى بها المملكة وجلالة الملك داخل النسيج العربي كبلد متميز تحت حكم رشيد تجسده المؤسسة الملكية المواطنة التي تفرح لافراح المغاربة وتشاركهم الاحزان والقلق والانشغال وقت الشدائد
وخلص الخبير السياسي، أن المساعدات العربية الموجهة للمغرب فاقت كل ما هو متوقع، واعتقد بلوان أن الشعب المغربي سباق للخير والوقوف الى جانب الاشقاء في أفراحهم وتراحمهم، ولسان حال جميع الدول العربية يقول إنه جاء وقت رد هذا الجميل للشعب المغربي الصامد.
وبالإضافة إلى التضامن العربي والأجنبي، تحركت المنظمات الإنسانية العالمية بسرعة لتقديم المساعدة والإغاثة للمتضررين، مما ساهم في تعزيز جهود الإنقاذ وتقديم العون للمحتاجين، فقد تمكنت منظمة "أطباء بلا حدود" من إرسال بعض الأشخاص بعد وقوع الزلزال مباشرة إلى المغرب نظرا لأنه يمكن لمواطني الدول الأوروبية الحصول على تأشيرة عند الوصول.