انتهاكات مخيمات العار بتندوف بزعامة العسكر الجزائري تصل إلى نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية

عقب زيارته إلى مخيمات تندوف، بعثت المنظمة الإفريقية لمراقبة حقوق الإنسان (أفريكا ووتش) تقريرا مفصلا عن وضعية الصحراويين إلى جوشوا هاريس، نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكي المكلف بشمال إفريقيا.

وأفاد التقرير، الذي بسط كافة المعطيات المتعلقة بالوضعين السياسي والحقوقي بالمخيمات، بأن جبهة “البوليساريو” الإنفاصلية تواصل ارتكاب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ضد الساكنة بدعم من أجهزة الأمن الجزائرية.

وذكرت الوثيقة بأنه “لا يمكن فصل حالة الحقوق والحريات بمخيمات تندوف عن السياق الذي تعرفه الدولة المضيفة (الجزائر)”، مشيرة إلى “استمرار عمليات الاختطاف والقتل خارج نطاق القضاء”.

ولفتت إلى أن “مراكز التعذيب والاعتقال السرية لا تزال موجودة بمخيمات تندوف، حيث أوضحت أن الجزائر ترفض تقديم أية معطيات حول هذه الانتهاكات التي ترتكبها الأجهزة الأمنية الجزائرية أو قيادات البوليساريو”.

وأشار التقرير إلى أن “عمليات التعذيب والقتل تستهدف صحراويين عُزّل بالمخيمات؛ بالنظر إلى انتقادهم لأفكار الجبهة في ظل تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وكذا دعوتهم إلى احترام الاتفاقيات الدولية في هذا الصدد”.

وقال المصدر، في هذا السياق، إن “الطبيعة المنهجية لعمليات القتل والاختطاف الذي يرتكبها الجيش الجزائري والبوليساريو ضد الصحراويين تعكسها حالات التكرار خلال فترات متقاربة، دون اتخاذ إجراءات عقابية ضد مرتكبي هذه الانتهاكات”.

كما نبه إلى توالي حالات الاختطاف القسري بمخيمات تندوف؛ وهو ما أرجعته المنظمة الحقوقية إلى “سعي البوليساريو إلى ترهيب المعارضين من جهة، والاستفادة من الامتيازات السياسية والاقتصادية من جهة ثانية”.

وأكد التقرير أن “عمليات الاختطاف القسري تحدث إما بمخيمات تندوف أو على الأراضي الجزائرية”، معتبرا أن الحكومة الجزائرية ترفض تقديم أية معلومات أو معطيات لمعرفة مكان المفقودين أو الضحايا.

بهذا الخصوص، أضاف التقرير أن “الجزائر أقرت ميثاق السلم والمصالحة الوطنية لمنع أيّ تحقيق بخصوص الانتهاكات السابقة، ومعاقبة أي شخص يتواصل مع الآليات الأممية لحماية حقوق الإنسان بتهمة التشهير بالدولة في الخارج”.

وتابع مستطردا بأن “ممارسات الاختفاء القسري ليست جديدة، حيث حرضت عليها الجزائر لتنفيذ عمليات اختطاف واسعة النطاق في المنطقة الحدودية مع المغرب وموريتانيا منذ أربعة عقود”.

وأحاط التقرير أيضا بجوانب التعذيب وسوء المعاملة والاحتجاز التعسفي بالمخيمات، حيث رصد “انتشار مجموعة من المراكز السرية لاعتقال الشباب الصحراوي الذي يعبر عن أفكار معارضة لقيادات “البوليساريو””.

ونبهت المنظمة الحقوقية كذلك إلى احتجاز مجموعة من النساء الصحراويات بالمخيمات، حيث جرى منعهن من العودة إلى بلدانهن بعد الزيارات العائلية بمخيمات تندوف، لافتة إلى تورط الجبهة في الاتجار بالبشر وتجارة المخدرات نتيجة الوضع الأمني الهش بالمنطقة.