انقلب السحر على الساحر.. تبون يتخلف عن القمة الأفريقية-الروسية وتغيير ملموس من موقف روسيا من قضية الصحراء

بدى لافتا غياب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن القمة الأفريقية الروسية المنعقدة بمدينة سانت طسبورغ، وحضور وزيره الأول أيمن عبد الرحمان نيابة عنه في المنتدى الاقتصادي والإنساني الذي بدأت أشغاله يوم أمس الخميس بمشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعدد من قادة دول القارة السمراء.

عدم حضور تبون ومشاركته إلى جانب الرؤساء الأفارقة في أشغال القمة الأفريقية الروسية، آثار العديد من التساؤلات لاسيما وأنه كان دائم الحرص على التواجد في الملتقيات العربية والدولية وخاصة فيما يتعلق بالقارة الإفريقية، لا سيما وأن البلد المستضيف هو روسيا التي تمثل حليف عسكري واقتصادي لنظام الكابرنات.

ويعتبر متتبعون أن تبون كان يعرف مسبقا أن رئيس روسيا فلاديمير بوتن رفض مشاركة عصابة البوليساريو في القمة، رغم أن الرئيس الجزائري قد طرح ملف مشاركة الجبهة الإنفصالية في القمة أثناء زيارته الرسمية الأخير لموسكو، وهو ما سبب صدمة للجزائر بسبب مساعيها الحثيثة إلى إشراك الجبهة وإقحامها في هذه القمم.

وغياب جبهة البوليساريو عن القمة الإفريقية الروسية، يؤكد أن الجزائر لم تعد تقنع أي دولة لاستقبال البوليساريو وأن روسيا لا تعترف بالجبهة الإنفصالية كما لا تولي أي اعتبار لأي دولة إفريقية خارج لائحة الأعضاء في الأمم المتحدة.

وتأتي القمة الروسية الإفريقية الثانية بعد تلك التي احتضنتها مدينة سوتشي الروسية يومي 23 و 24 أكتوبر 2019 والتي لم تسمح فيها بحضور البوليساريو، كما تأتي في ظل عدد من التغيرات أهمها اعتراف كل من الولايات المتحدة وإسرائيل بمغربية الصحراء، واعتراف عدد من الدول الأوروبية الوازنة بالحكم الذاتي المغرب.

كما تأتي هذه القمة أيضا في ظل تغير ملموس في الموقف الروسي من قضية الصحراء المغربية، الذي امتنعت فيه روسيا عن التصويت عن قرار مجلس الأمن الأخير الذي صوتت لصالحه كل الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.